| مقـالات
يقول العارفون ببواطن التطوير والتجديد في التربية والتعليم إن تطوير النظام التعليمي يتم عادة عند مستويين محددين، وهما:
أولاً: مستوى الهياكل «structures» : والمقصود هنا تحديث البنى الإدارية، وتطوير اللوائح التنظيمية، وتحديد مهام القطاعات والعلاقات بينها، ووصف أدوار الأفراد، وتغيير الإجراءات التنظيمية المتبعة بقصد التخلص من الروتين والبيرقراطية، واستخدام التقنية بهدف الحفاظ على مستوى متميز من الدقة والكفاءة في أداء المؤسسة التربوية.
ثانياً: مستوى الرؤى والقيّم «preeching» : وهذا يشمل كل القيّم والمعاني التي يؤمن بها منسوبو التعليم، والمعتقدات والممارسات والعادات السائدة بينهم. وبديهيا إن التعليم لن يصل إلى أهدافه طالما أن أفراده وقياداته يفتقدون إلى الرؤى التربوية الذكية، التي تكشف لهم سمو رسالتهم وتحدياتها، وإلى أين هم يتجهون بالتعليم.
ولا مجال للشك في أن وزارة المعارف مرت في سنواتها الأخيرة بهزة عنيفة، بل قل زلزال غيّر كثيرا من معالم خارطتها. ومن المؤكد أن هذا التغيير واكبه إنفاق أموال، وبذل جهود، واستقطاع وقت ثمين.
وهنا يصبح السؤال التالي مشروعا: ماذا حققت كل تلك الجهود؟.. وإذا كانت إجابة هذا السؤال لم تتضح بعد، فلا بد من التأمل في السؤال التالي: هل تدل المؤشرات الأولية على أننا نسير في الاتجاه الصحيح؟.. نترك إجابة هذا السؤال لكل صاحب فكر وقلم لا يدفعه سوى إخلاصه لأمته ونزاهته وإيمانه العميق بأن التعليم هو السبيل الوحيد لجعل وطننا يسهم بقوة في صنع حضارة اليوم ولا يستهلكها فقط.
وقفة:
أنا لم أجد أكثر سذاجة وجهلا من فرد يدعي بثقة أن مؤسسته حققت نجاحاً منقطع النظير.
هل تقرير النجاح يتم بهذه السهولة؟ ثم هل نجاح أي مؤسسة يتقرر في ضوء عدد المنتسبين لها أو عدد من تخدمهم من الأفراد، أو عدد مبانيها؟. في التعليم يجب أن يكون مقياس النجاح هو ما اكتسبه الطلاب من مهارات راقية وسلوكيات مقبولة، وفي المرور يجب أن يكون مقياس النجاح هومدى انخفاض الحوادث المرورية، وفي الدفاع المدني يجب أن يكون مقياس النجاح هوعدد ونوع الحالات التي تم إنقاذها، وفي الشرطة يجب أن يكون مقياس النجاح هوعدد حالات كشف الجريمة والامساك بالمجرمين وتراجع حالات المشاكل الأمنية.
دعونا من التطبيل والمديح والتزمير، فهذا أمر قد ولى زمانه والناس أصبحت أكثر وعياً وإدراكاً للأمور.
كلية المعلمين بالرياض
|
|
|
|
|