| مقـالات
** لقد بدأنا نجني ثمار النظام الجديد للعمرة ومؤسسات العمرة والطوافة، وكانت أولى الثمار المهمة: السيطرة على مفترشي الساحات والأرصفة حول الحرمين الشريفين ومنعهم حيث أصبحت هناك جهات أهليه مسؤولة عنهم.
إنه بعد النظام الجديد الذي بدأ تطبيقه بنجاح من قبل وزارة الحج صار من الممكن منع كل مفترش، والقبض على أي متسول أو متخلف، حيث ان نظام العمرة يقضي ألا يأتي للعمرة إلا من تكلفت به شركات العمرة فأمنت له السكن ووسيلة التنقل وخلافها بحيث تكون مسؤولة أمام جهات الدولة تجاه أي معتمر وافد.
لقد كانت السيطرة السابقة على القادمين للعمرة أمراً صعباً، فكثير من المعتمرين يصل الى المملكة دون ان يتوفر له سكن أو وسيلة نقل ومن هنا تبدأ مشاكل الافتراش والتسول والنوم بالحرم وفي الطرقات وأحياناً السرقات وغيرها..!!
ولقد استغربت اعتراض بعض شركات العمرة على ملاحقة مراقبي وزارة الحج للمعتمرين الذين يفترشون الساحات.
عجيب هذا الاعتراض، أنسوا مصلحة الوطن أم تناسوا الظواهر السلبية التي تنتج عن مجيء المعتمرين بدون مؤسسة مسؤولة عنهم وقد اعجبني رد وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة د. صالح بن بنتن كما ورد في صحيفة المدينة 8/9/1422ه وإشارته الى ان هناك خمسين موظفاً من مراقبي الوزارة يعملون ليلا ونهاراً لمراقبة الوافدين المخالفين بالافتراش أو الهروب أو غيره من أجل متابعة اسكانهم والتزام الشركات بإسكان كل معتمر جاء عن طريقها، وكان رد وكيل وزارة الحج منطقيا عندما قال: «إنه عندما يتم العثور على معتمرين دون اسكان فانه يتم الاتصال بشركاتهم لإلزامهم بإسكانهم وإذا تخلفت الشركة عن الحضور أو صعب الاتصال بها فإنه يتم إسكان هؤلاء المعتمرين المفترشين والمتسولين».
وهذا أمر منطقي، فماذا تعمل الوزارة عندما تذوب بعض شركات العمرة (كفص ملح) ويتركون من قدموا عن طريقهم يفترشون الساحات ويتسولون الطعام وينتقلون كيفما شاؤوا.
إنه مع الأسف لا يهم بعض الشركات سوى الربح دون التقيد بالعقود والشروط التي التزموا بها أمام المعتمرين وقد جاء نظام العمرة لمصلحة الوطن والشركات والوافدين المعتمرين وللقضاء على تلك المشكلات المزمنة التي عانت منها المدينتان المقدستان وزوارهما.
وإنني أثمن وأحيي وزارة الحج ومسؤوليها الكرام وفي مقدمتهم وزيرها الذي يعمل بكل صمت معالي الأستاذ إياد مدني الذي رأينا ثمار عمله وزملائه خلال فترة محدودة حيث بدأت السيطرة والتخلص من مشكلات الافتراش والتسول وإهمال النظافة وحدوث السرقات بسبب عدم وجود جهات محددة مسؤولة عن إسكانهم واطعامهم وتنقلهم.
وإننا لنتطلع الى استمرار تواصل جهود الوزارة بكل حزم من أجل تطبيق نظام العمرة ومتابعة شركات العمرة التي لا تلتزم بشروطها نحو المعتمرين الذين قدموا عن طريقهم وهم مسؤولون عنهم منذ قدومهم الى المملكة وحتى مغادرتهم لها.. ومطلوب من كافة الجهات الحكومية كأجهزة الأمن التعاون مع وزارة الحج لإنجاز مهمتها ونجاح أهدافها.
وبقي أن نتطلع ان يطبق هذا النظام على المعتمرين المقيمين بالمملكة بحيث لا يذهب احد الى مكة المكرمة والمدينة المنورة الا عن طريق شركة أو حملة تؤمن له السكن والتنقل وإعادته الى منطقته التي انطلق منها لأننا نلحظ أن هناك حافلات تقوم بنقل كثير من المقيمين الى مكة والمدينة وتنتهي مسؤوليتها نحوهم عند ايصالهم اليها، وكثير منهم غير قادرين الا على دفع مبلغ زهيد مقابل سفرهم الى المدينتين المقدستين عبر الحافلات، وهؤلاء المقيمون غير القادرين يلجأون الى الافتراش والتسول.
وللقضاء على هذه الظاهرة لابد من إلزامهم أن يأتوا عن طريق شركات أو حملات لا تكتفي بمجرد ايصالهم الى هناك بل تلتزم باسكانهم وإطعامهم وإعادتهم وهذا مريح لهم من ناحية وفي ذات الوقت يقضي على المشاكل الناتجة عن مجيئهم بمفردهم ومن لا يستطيع ليس مضطراً للعمرة، فالحج وهو فريضة لم يوجبه الله إلا على من استطاع اليه سبيلا.
***
وقفات رمضانية
1
* * المساجد والأئمة:
* * اختيار الأئمة الذين يؤمون المسلمين في صلاة التراويح والقيام في بيت الله الحرام، وفي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي بيوت الله الأخرى أمر في غاية الأهمية، لهذا لابد ان يتم اختيار الأئمة ذوي الأصوات المؤثرة الخاشعة، الذين يتلون كتاب الله كما أمر بتلاوته من حسن الترتيل ورهبة الخشوع من أجل تدبر القرآن، وإحياء القلوب ليتحقق التدبر لقول الله تعالى: (اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجّدا وبكيّا»، وبهذا يتحقق التدبر لآيات الله، والتأثر بها وفي المسجد النبوي يلاحظ كثرة الأئمة الذين يتعاقبون في صلوات التراويح والقيام، ولو تم الاقتصار على إمامين من ذوي الأصوات الحسنة الخاشعة لكان ذلك أكثر نفعا، وأعظم تأثيراً.
***
* * نجوى..
* * «اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا، وغمومنا، وسابقنا ودليلنا إليك، وإلى جناتك جنات النعيم».
|
|
|
|
|