| العالم اليوم
لم يعد هناك ما يمكن إخفاؤه في عصر القرية الكونية، فالأخبار مهما حاولت بعض الجهات اخفاءها، أو توجيه الصحفيين على نقل ما يريده المنتصرون في الحروب، إلا أن الحقيقة لا تلبث ان تظهر، وهو ما حصل لمجزرة مزار شريف التي تعرض لها المقاتلون الذين أسرتهم قوات التحالف الشمالي «قوات رشيد دستم» في قندوز.
في البداية ورغم أن الحروب لا أخلاق لها وأن الذين يخوضون الحروب هم في الأصل يعملون على قتل الطرف المواجه لهم وإلا تعرضوا للقتل..!!
هذه هي الحرب، ولكن ذلك في ساحة المعركة، أما الذين يستسلمون أو يؤسرون فهناك قوانين وأعراف منها ما نصت عليه اتفاقية جنيف التي يلتزم بها الكثير من الدول.
وقد سبق الاسلام كل ما اتخذ من قوانين في هذا المجال، فوصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين لقادة الجيوش الاسلامية، ألا يقطعوا شجرة، ولا يقتلوا أمرأة ولا طفلاً ولا يمثلوا بجثة ولا يقتلوا اسيراً، وقد عمل القادة المسلمون بتلك الوصايا فشهدت المناطق التي يفتتحها المسلمون عدالة وإحساناً للأسرى والمقاتلين على حد سواء، ونحن هنا لا نتحدث عما تفعله القوات الأمريكية أو البريطانية في قصف لمواقع تجمع الأسرى فذلك شأن آخر وله حديث آخر إلا أننا نتحدث عن القادة الأفغان حيث لم يزعم قادة الفصائل الأفغانية أنهم يخوضون جهاداً من أجل نصرة الإسلام..
وإن قادة الفصائل الافغانية جميعهم من طلبة العلم، وأكثرهم كانوا ومازالوا يدرسون الشريعة والفقه، ولهذا فإن الخروج على الوصايا النبوية والسكوت عن خروج مقاتليهم على الشريعة والالتزام الإسلامي والأخلاقي يحملهم ذنوباً تفوق ذنوب المقاتلين الذين يرتكبون جرائم الإبادة وانتهاك الأعراض والتمثيل بالمسلمين لمجرد أنهم في الجانب الآخر في الحرب.. وأنهم خسروا الحرب.
كيف يسكت حتى الآن الشيخ برهان الدين رباني؟ كيف يصمت حتى علماء أفغانستان من الشيوخ: عبدرب الرسول سياف واحمد جيلاني وصبغة الله مجددي، وحكمتيار، ويونس قانوني، وغيرهم من قادة الفصائل الأفغانية وجميعهم من العلماء على المجزرة التي حصلت في قلعة جانجي بمزار شريف، وكيف يصمت الجميع على انتهاك أعراض النساء المسلمات زوجات الأفغان العرب والباكستانيين والشيشانيين..؟؟
كيف يسمح قادة الفصائل وبالذات، قادة تحالف الشمال لمقاتليهم بالتمثيل بجثث المسلمين القتلى من مقاتلي طالبان والأفغان العرب والباكستانيين والشيشانيين الذين قاتلوا إلى جانب طالبان..؟؟
هل ما حصل في كابول ومزار شريف وقندوز من أخلاق الإسلام..؟؟!
لقد نقلت محطات التلفاز كيف يمثل جنود التحالف بجثث المسلمين..؟؟ كيف ينتزعون أفواه القتلى لخلع أسنانهم المذهبة، وكيف تسحل الجثث في شوارع كابول، وكيف تنزع الملابس وحتى الأحذية من المقاتلين باعتبارها غنائم حرب..؟؟
بعد كل هذا الذي شاهدناه ينقل حياً على محطات التلفاز هل يحق لقادة الفصائل الأفغانية التي انتصرت في الحرب الدائرة الزَّعم بأنهم لايزالون قادة للمجاهدين..؟؟!
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|