| تحقيقات
* تحقيق عبد الهادي الربيعي سعيدان الوذيناني
بعض السكان في محافظة الطائف يغمض عينيه مساء على حديقة جميلة مشجرة ومضاءة يستريح فيها الرجال والنساء عصراً ويلعب بها اطفال الحي وشبابه آخر الاسبوع.. لكن.. يفتح عينيه صباحاً على متاجر وورش ودكاكين تحتل مكان الحديقة «الحلم»..!!
هكذا حاول رجل مسن في حي الشطبة تصوير شعوره لنا وهو يشير بأصبع يد ترتجف الى دكاكين ومحلات تجارية حطت على حديقة لحي رغما عن الأهالي ورغما عن شكاواهم ومطالباتهم المستمرة الى ادارة البلدية..
حديقة الشطبة المخطوفة في الطائف هي الحلقة الاولى في ملف الحدائق والزوائد التنظيمية التي تختفي تدريجيا .. فإلى أولى هذه الحلقات..
** الوضع انقلب رأسا على عقب
(الجزيرة) التقت عدداً من سكان الحي (جيران الحديقة) حيث أكد في البداية يحيى مفرح الزهراني ان هذه الارض في بدايتها كانت عبارة عن ارض بيضاء تتجمع فيها النفايات وبقيت على هذا الحال حتى قرر أهل الحي الاستفادة منها ببناء مسجد صغير يؤدي فيه أهل الحي الصلوات الخمس. واضاف: قمنا بعد ذلك ببناء هنجر على شكل مسجد حيث بقيت على هذا الحال فترة من الزمن. وبينما نحن على ذلك فوجئنا بأحد الجيران يدعي ملكية ارض الحديقة وعندما حاولنا معرفة ذلك منه شخصيا ادعى ان لديه اوراقا ثبوتية دون ان يطلعنا عليها وقال: بعد ذلك دفعنا ذلك الموضوع الى بلدية الطائف من خلال شكوى ضده وبعد اشهر ليست بالقليلة أخبرونا ان الارض ترجع ملكيتها للبلدية وان البلدية ترغب في الاستفادة منها بزراعتها وتركها متنفسا لأهل الحي.. وبالفعل تولت البلدية تحسين الحديقة حيث قامت بتركيب بعض الالعاب حيث استمرت الحديقة على هذا الحال أكثر من أربع سنوات.
وبيّن ان الوضع بعد ذلك انقلب رأساً على عقب عندما عاد مدعي ملكيتها حيث قام بقلع الاشجار وتسوية ارض الحديقة واقام عليها محلات تجارية كما ترون.
وتساءل الزهراني من المسؤول عن انهاء أمر هذه الحديقة واقامة المحلات التجارية؟ ومن الذي حرم أبناء الحي واطفالهم متنفسهم الوحيد.
واستغرب الزهراني أمر البلدية التي ادعت في البداية انها ارض بيضاء ثم تتراجع بعد أكثر من أربع سنوات وتسلمها لهذا الشخص.
** تلاعب
أما عايض الثبيتي فقال: ان التلاعب واضح حول هذه الارض التي هي في الاساس حديقة عامة في الخطط حيث اتضح لنا في بداية الأمر انها ملك للبلدية الا ان الوضع تغير واصبحت ملكا لهذا الرجل الذي لم نعرف او نسمع في يوم من الايام انها تعود لاحد ولكن الأمر اختلف امام صمت البلدية التي لم تحرك ساكناً حيث اعطت الضوء الاخضر لهذا الرجل ببناء المحلات التجارية رغم علمنا انها ملك للبلدية ثم اين هذا الرجل من هذه الحديقة عندما قالت البلدية انها ملك له لمدة خمس سنوات؟ لماذا لم يبرز الإثبات الا بعد خمس سنوات هي كافية لتلاعب في أمر الحديقة.
وأضاف هناك أسئلة كثيرة تحتاج الى اجابة من بلدية الطائف التي هي السبب الرئيسي في اختفاء الحديقة وانشاء محلات تجارية عليها هل يعقل في هذا الزمان الذي اصبحت المدن تتسابق على زيادة الرقعة الخضراء؟ أليس لأهل الحي وأطفالهم الحق في المطالبة باعادة هذه الحديقة؟
** القضم بالتدريج
محمد حامد الطويرقي يرى ان الشخص الذي استولى على الحديقة عندما استولى عليها بدأ بالتدريج حيث وضع يده على النصف الجنوبي منها حيث بقيت على هذا الحال سنة كاملة ثم استولى بعد ذلك على النصف الآخر حيث استخدم طريقة التدريج حتى لا يلفت النظر اليه حتى امتلك الارض دون مراعاة لأحقية الجميع في ملكيتها وذلك تحت نظر وأعين البلدية ومراقبيها.
** المعاملات لا ترى النور..!!
وبيّن الطويرقي أننا قمنا بمراجعة البلدية نحمل معنا هم اهل الحي وخاصة الاطفال للاستفسار والايضاح ، ايضاح الطريقة التي استولى بها الرجل على الحديقة واستفسار عن أمرها الا أن المعاملة التي تخص هذه الحديقة قام رئيس البلدية بتحويلها لأحد الاقسام المختصة ولكن دون جدوى فقد كتب على هذه المعاملة الدخول الى ادراج البلدية وعدم الخروج الى الابد.
ومن جانبه أكد موسى ابراهيم ما قاله اهل الحي مبينا ان هذه الحديقة تقع في حي النزهة بجوار الميدان الرئيسي على امتداد الشارع العام وبالتحديد في الجهة الشمالية منه وكانت تعرف بحديقة الشطبة.
** إظهار الحقيقة
أما شباب الحي حمزة الزهراني وخالد علي وايمن الزهراني ومحمد الزهراني فأكدوا ان موقع هذه المحلات التجارية كان حديقة يقضون فيها أوقات فراغهم حيث قضوا فيها أكثر من خمس سنوات.
وطالب شباب الحي رئيس بلدية الطائف باظهار حقيقة هذه الحديقة وهل هي فعلاً ملك لهذا الرجل ام هي من تداعيات أفكاره؟
وشددوا على أن الأرض في الاساس هي ملك للبلدية ولكن كيف أصبحت على هذا الحال رغم انها كانت عبارة عن حديقة منذ مدة طويلة فأين هذا المالك المدعي طيلة خمس سنوات مضت..؟!
|
|
|
|
|