| عزيزتـي الجزيرة
صديقي العزيز.. يا ضوء الفرح ويا بسمة الأمل.. ويا ابتسام الحياة، صديقي أيها الوهج الدائم بأسمى المعاني وأنبل الخلال.. وأرق الأحاسيس وألطف المشاعر.. لقد سرقت هذه اللحظات الخاطفة لاقتحم أسوار الحزن واكسر حواجز الألم وادون لك هذه الحروف: يقولون يا صديقي بأن الذي ينظر للحياة بمنظار معقول تتمثل له الحياة بدورها بمظهر معقول.. وهي مقولة لاشك رائعة وهكذا انت تفعل.. لكن الا تتفق معي بأنها تهدم طريق الطموح وتبث السكون وتجعل الواقع شيئاً مقبولاً والحلم شيئاً مجهولا أو غير منظور..
إن كانت كذلك فلماذا تركن إليها دوما بمناسبة أو بغير مناسبة؟ وكأنها ضربة لازب اليك وتريد ان تشكل من حولك بألوانها المبهجة على حد قولك.
أتفق معك بها كمنظار للواقع لكنني اختلف تماما معك في المنطلقات والمنعتقات؛ نرتكز على الواقع وننظر بمنظار الحلم والأمل نحو المستقبل.. ننظر اليه عند الآخر بذلك المنظار لكننا إن نظرنا اليه في انفسنا فإننا لا نرضى به وإنما لنعرف أين نقف وأين نحن من سلم الحياة ثم ننطلق.
صديقي العزيز: كثيرة هي المثبطات في حياتنا خذ من المثبطات هذا المثل العامي الذي شكل في عقول ووجدانات الكثيرين: (تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش) أي فكر معوق يتركه هذا المثل.. وأي بطالة يتركها حينما نردده كدعوة للاستكانة والكسل عن طلب الرزق الذي يحثنا عليه ديننا الحنيف. صديقي كثيرة هي المقولات التي نعيشها ونحياها دونما نظر أو تمحيص.. فقط لأننا اما ان نركن لثقافة الآخر.. أو نجتر زمن الآخر لنطبقه على زماننا ونستثمره في بيئة قد لا تكون صالحة لأن ينمو. صديقي العزيز.. كثيرة هي الكلمات فهل تقبل بهذا الكلام على انه من الواقع الذي تؤمن به وتنظر اليه بمنظار المعقول؟ ولكن ماذا سيترك لديك؟ هذا هو المهم.
عادل بن حمد محمد الدوسري
جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية القصيم
|
|
|
|
|