| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله الذي جعل لعباده مواسم الخيرات ليزدادوا من عمل الصالحات والإكثار من القربات لرب البريات فترفع لهم الدرجات وتقال لهم العثرات وتحط عنهم السيئات . ومن تلك المواسم موسم عظيم وشهر كريم شرفه الله خير تشريف وتكريم إنه شهر رمضان صفوة الشهور وخير الشهور ومدرسة الشهور وسيد الشهور ويكفيه شرفاً ومنزلة ورفعة وقدراً قول العزيز الغفور «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»
شهر العطايا والهبات شهر الخيرات والبركات فمرحباً بك يا شهر الصيام والقيام.
أتى رمضان مزرعة العباد
لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولاً وفعلاً
وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها
تأوه نادماً يوم الحصاد |
إن السعيد من عمَّر شهر رمضان بالطاعة وحرص على أيام وليالي هذا الشهر الكريم فإنما هو «أيام معدودات» وضيف سريع الرحيل فسرعان ما يودعنا وتطوى صفحات أيامه وتقوض خيامه، فحري بنا جميعا أن نستقبل هذا الشهر خير استقبال بالتوبة النصوح والعزم الأكيد على عمارة أوقاته بالعباده فالمرحوم من عباد الله من وفقه الله لذلك وأشغله الله بطاعته فهي الزاد ليوم الميعاد. والحذر كل الحذر من إضاعة الأوقات في هذه الأيام والليالي المباركات فهناك فئات من الناس جعلت شهر الصوم للسهر والنوم فتخلفوا عن ركب القوم فنهارهم تكبير الوساده وليلهم لعب ولهو فهم والله في خسارة ويخشى عليهم أن يكونوا من المحرومين.
فيا أخي الفاضل اغتنم شهرك فيما يقربك إلى ربك واحفظ صومك ونزه سمعك وبصرك عن كل ما يخدش صومك، واجعل لكتاب الله الكريم جزءاً من وقتك ففي الحديث الشريف «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة» وصل رحمك واعف عمن ظلمك واعط من سألك وتصدق بما أعطاك ربك.. جعلنا الله وإياك من صوامه وقوامه، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.
سليمان عبدالعزيز المعيلي
عرقة
|
|
|
|
|