| رمضانيات
حيث يعلم الجميع ان صلاة التراويح تنتهي بركعة واحدة وهي الوتر وهناك من يرغب بالتنفل بعد التراويح في آخر الليل وقد يخفى على مريد التهجد أحكام هذه المسألة فأقول من قام مع الإمام في صلاة التراويح وكان يرغب بالقيام من الليل ليتهجد فإنه يشرع له مع إمامه إحدى الحالات التالية:
1 إذا قام الإمام للوتر في صلاة التراويح ينصرف المأموم ولايوتر معه ويجعل وتره آخر الليل، لكن هذا لم يدرك أفضلية حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه أبو داود والنسائي، لأنه انصرف من صلاة التراويح قبل نهاية صلاة الإمام فلا يكون قد صلى مع الإمام من بداية التراويح إلى نهايتها.
2 أن يتابع المأموم إمامه في الوتر فإذا سلَّم الإمام قام المأموم وأتى بركعة أخرى لتشفع له ما صلى، ثم إذا قام آخر الليل صلى تهجده وأوتر. فبهذا يحصل على أفضلية الوتر آخر الليل، كما ينال فضيلة متابعة الإمام حتى ينصرف، وهذا هو المشهور من المذهب الحنبلي.
3 أن يوتر مع الإمام وينصرف معه. فإذا قام من الليل ليتهجد صلى ركعة عند أول قيامه فتشفع له ما سبق ثم يتهجد ما شاء ثم يوتر بعد ذلك، وبهذا يكون قد جعل وتره آخر الليل.
وهذه المسألة تعرف عند الفقهاء (بنقض الوتر). إلا ان هذا فيه جمع لوترين في ليلة وهو خلاف قوله صلى الله عليه وسلم (لاوتران في ليلة) رواه أبوداود والترمذي. وذهب الجمهور إلى عدم نقض الوتر. وهو رواية عن الإمام أحمد وأخذ به ابن قدامة في المغني، وهو الصحيح لأن الحديث السابق نص في المسألة.
وتقول عائشة رضي الله عنها وقد سُئلت عن الذي ينقض وتره (ذلك الذي يلعب بوتره) رواه سعيد وغيره.
4 هذه الصورة كالصورة الثالثة يقوم مع الإمام ويوتر معه، لقوله صلى الله عليه وسلم (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) لأن الوتر مع الإمام في قيام رمضان أفضل للحديث السابق.
وقال الإمام أحمد رحمه الله (يعجبني ان يوتر معه) وهو الأولى كما ذكره شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله.
فإن قام من الليل، تهجد ما تيسر له شفعا، وقد ذهب البعض، وأخذ به شيخنا رحمه الله إلى أنه إذا اقتصر على قيامه مع إمامه ولم يتهجد بعده فإن له وجهاً وهو الأولى، لقوله صلى الله عليه وسلم للصحابة لما طلبوا منه ان ينفلهم بقية ليلتهم قال (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة).
فإنه صلى الله عليه وسلم لم يرشدهم إلى ان يدعوا الوتر مع الإمام وليصلوا بعده في آخر الليل لأنه كتب لهم قيام الليل مع الإمام فكأنهم قاموه فعلا فيكتب لهم أجر العمل مع راحتهم.
اللهم يسر لنا اليسرى وجنبنا العسرى واهدنا سواء السبيل والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
|
|
|
|