| متابعة
* بون د ب أ:
دخلت أمس الجمعة أعمال المؤتمر الخاص بمستقبل أفغانستان السياسي والتي تشارك فيها مختلف الفعاليات الأفغانية في بون برعاية الأمم المتحدة يومها الرابع على التوالي وفي أعقاب «التقدم الكبير» الذي تم إحرازه خلال فعاليات المؤتمر أمس الأول.
فقد توصلت الفصائل لاتفاق موسع على الشق السياسي المتعلق بتشكيل هيئة انتقالية وكذلك بالنسبة للشق الأمني وتحديدا بشأن قبول نشر قوة متعددة الجنسيات في الدولة التي تمزقها الحروب.
وقد يتضمن الهيكل السياسي الجديد الملك السابق لأفغانستان محمد ظاهر شاه «87 عاما» الذي سيبرز دوره كموحد لكلمة الفصائل الأفغانية في مرحلة ما بعد طالبان وذلك مع اقتراح الوفد الممثل له في المؤتمر بأن يلعب الملك السابق «دورا محوريا» في مستقبل البلاد القريب.
يذكر أن ظاهر شاه عاش في روما بعد الإطاحة به في عام 1973 لكن ممثليه في محادثات بون أكدوا أن العاهل الأفغاني السابق الطاعن في السن قد يعود لأفغانستان بحلول العام الجديد.
لكن الفصائل الأربع المشاركة في المباحثات تتفق على أن تحديد الهيكل وأعضاء الهيئات السياسية التي ستقود أفغانستان خلال الشهور المقبلة والاتفاق على الإطار الأمني للدولة هما القضيتان بالغتا الأهمية اللتان تواجهان مؤتمر بون.
وفي الوقت الذي عكفت فيه الوفود على وضع اللمسات النهائية لقائمة أعضاء الهيئة الانتقالية، عقد رئيس وفد التحالف الشمالي يونس قانوني مؤتمرا صحفيا لتوضيح ما وصفه بسوء تفاهم نشأ بسبب موقف التحالف من قوة أمنية متعددة الجنسيات.
وقد تسببت تصريحات قانوني التي أدلى بها أمس الأول وأصر فيها على وجوب اضطلاع الأفغان بمسؤولية أمنهم في إثارة المخاوف من مفاوضات شاقة حول قضية نشر قوات أجنبية في أفغانستان.
وقال رئيس وفد الملك الأفغاني السابق في محادثات بون عبد الستار سيرات إن ظاهر شاه قد يلعب دور رئيس الدولة أو المجلس الانتقالي في البلاد، لكن سيرات أصر على أنه ليست هناك أية خطط لإعادة الملكية في أفغانستان.
وقال حفيد ظاهر شاه وأحد أعضاء الوفد في مؤتمر بون مصطفى ظاهر «انها ليست مسألة العائلة».
وقال «سأعود كمواطن أفغاني».
وقال قانوني إن الوفود الأربعة المشاركة في المحادثات توصلت إلى اتفاق موسع حول الهيكل السياسي الذي سيدير أفغانستان ما بعد طالبان.
ويتضمن هذا الهيكل مجلسا مؤقتا مؤلفا من 150 إلى 200 عضو قد يتم تشكيله خلال 30 يوما، ويبدو أن كل وفد قد رشح نحو 100 شخص لهذا المجلس.
وفي إطار عمله كبرلمان، سيقوم المجلس باختيار هيئة وزارية لإدارة البلاد حتى آذار /مارس المقبل عندما يجتمع زعماء القبائل الأفغانية المختلفة فيما يعرف باسم لويا جيريجا لتشكيل سلطة انتقالية.
وستقوم هذه السلطة بإدارة أفغانستان لنحو عامين تتم خلالها خطوات لصياغة دستور أفغاني، وتأمل المنظمة الدولية التي ترعى المؤتمر أن يتضمن الدستور الجديد بنودا حول احترام حقوق الإنسان ومعارضة الإرهاب على غرار النظام الدستوري المتبع في النظم الغربية.
وتأكيدا على أهمية الربط بين القضايا الأمنية والسياسية المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، شدد فوزي على أن الأمن يعد شيئا ضروريا للسلطة الانتقالية حتى تتمكن من الاضطلاع بمهامها السياسية في كابول إلا أنه شدد على أن ذلك يمكن الاتفاق عليه بصورة نهائية في مؤتمر آخر لاحق من المحتمل أن يعقد في العاصمة الأفغانية في حقبة ما بعد طالبان.
وتأمل الأمم المتحدة في اختتام المحادثات التي يشارك فيها ممثلو الباشتون أكبر القبائل الأفغانية التي تشكل حوالي 40 في المائة من تعداد السكان وما يعرف بمجموعة الشتات بقبرص التي تمثل اللاجئين الأفغان وذلك بحلول اليوم السبت.
ويحظى وفد التحالف الشمالي بنصيب الأسد مشاركة في هذا المؤتمر يليه الوفد الذي يمثل العاهل الأفغاني السابق.
ومع الانتصارات العسكرية السريعة التي حققها التحالف الشمالي على حركة طالبان فقد اكتسب موقف التحالف زخما كبيرا في مؤتمر بون. ويؤكد التحالف الآن أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من قندهار، آخر معاقل حركة طالبان الحصينة جنوبي أفغانستان وما هي إلا أيام معدودة قبل أن تسقط هي الأخرى في قبضته الحديدية ويسدل الستار نهائيا على حقبة نظام طالبان التي امتدت أكثر من خمسة أعوام.
وقال قانوني أيضا إن التحالف لا يساوره قلق إزاء جنسية القوات المؤلفة للقوة متعددة الجنسيات في بلاده.
لكنه قال إن التحالف يفضل أن تأتي هذه القوات من دول إسلامية.
وقال قانوني مشددا على هذه النقطة «سنوافق على قوة دولية، لن نعارضها» وهذا يعكس بعض المرونة في موقف التحالف حول هذه القضية الذي يقول انه لا يمانع في مرابطة هذه القوة في إطار حل شامل للمشكلة الأفغانية.
|
|
|
|
|