| مقـالات
وما دمنا نعيش أمام هذا الشهر الكريم.. فإن الواحد يرى فيه من بواعث الخير، وعائدات الحسنات الشيء الكثير . وحريٌّ بالكاتب المطلع أن يخصص بابه لبيان ذلك، وتقريبه من النفوس المسلمة ولتذكير الغافل .. ولإفهام الجاهل ، ولرد النفوس إلى مناحي الخير والنجاة وقد تحدثت بإسهاب ليس بالطويل في الزاوية السابقة عن فضل الإنفاق وهنا أراني يجب أن أبيّن كيف يجب أن يكون مصدر ذلك الإنفاق.. فلا بد أن يكون من مال حلال .. والآيات شاهدات على وجوب ذلك .. قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه ..» والآية صريحة في وجوب سلامة المال المتصدَّق به مما يبطل فائدته في الأجر .
كالمال الفاضل من الربا ، أو المغتصب، أو المسروق ، أو مال اليتيم المخون ، ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم .. إن اللّه طيب لا يقبل إلا طيباً .. والآية السابقة تأمر بالإنفاق من المال المكتسب بطرق شرعية .. والربا كسب غير شرعي ، وهو محرم، بل هو من الكبائر .. والنفس الزكية لو أعطيت من مال حرام لما قبلته « ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه..» .
ومن فضل الصدقة سواءً في رمضان أو غير رمضان أن تكون سرّاً .. وهو أفضل .. وإن كانت جائزة في العلن .. استناداً إلى قوله تعالى: «إن تبدوا الصدقات فنعِمَّا هي، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ..» فالخيرية هنا أفضل كما نصت عليه الآية الكريمة.
وقد كانوا يتصدقون في جوف الليل المظلم. وقبل أن تصل الكهرباء إلى هذه الديار المسلمة والناس يتحدثون عن خاتمات كثير من هؤلاء المتصدقين في جوف الليل المظلم يتحدثون أحاديث تهز النفوس وتحيي القلوب خصوصاً إذا علمنا أنها تكون من نفوس مستبشرة ، وقلوب مرتاحة وهو شرط من شروط الصدقة، وإنها من مال حلال، ومال جيد.
فلا يقدم الإنسان الشيء الرديء .. إلا إذا كان لا يملك غيره . والحال تتطلب ذلك . وقد قال صلى اللّه عليه وسلم :«سبق درهم مائة ألف درهم..» وهذا يشير إلى فضل ما يقدمه الإنسان عن طيب خاطر وببشاشة وطيب نفس حتى ولو كان درهما فإنه أفضل من مائة ألف مع الكراهية أو الضيق، أو التحسف على ما يقدمه .. واللّه لا يضيع أجر من أحسن عملا ..
|
|
|
|
|