| الريـاضيـة
هذا المساء لن يكون يوماً عادياً في تاريخ رياضة القصيم وبالذات في مدينة بريدة.. لماذا؟ لأن هناك مواجهة تجمع الناديين الجماهيريين.. الرائد والتعاون.. وحينما يلتقي القطبان.. تحضر الجماهير والاثارة والندية والمتعة..
وباعتقادي الشخصي ان لقاء هذا المساء سيشهد أكبر حضور جماهيري مر في تاريخ الناديين.. وذلك لاعتبارات كثيرة منها.. ازدياد عدد الجماهير بالنسبة للناديين واتساع بقعة شعبيتهما الجارفة.. النتائج القوية التي تحققت للفريقين خلال هذا الموسم وبالذات الرائد الذي حصد الآن 15 نقطة من خلال الفوز بجميع لقاءاته وهذا يعني ان كل رائدي صغيراً أو كبيراً سيتواجد مبكراً لمشاهدة فريقه بثوبه الجديد.
اما التعاون فقد انتفض في الثلاثة لقاءات الأخيرة وحصد 9 نقاط وهو ما يجعله في المواجهة قوة واثارة وترقباً وحضوراً جماهيرياً متميزاً.
ومن العوامل التي ستعطي هذه المواجهة ايضا حضورها الجماهيري.. انها جذبت اهتمام الشارع الرياضي ليس في القصيم فحسب بل في كل المناطق وستزحف الجماهير من خارج بريدة لمشاهدة هذا اللقاء التاريخي والممتع.. كذلك ان لقاءات الفريقين في مسابقة كأس الاتحاد شهدت حضوراً جماهيريا كبيراً رغم اقامتها يوم الأحد في وسط الاسبوع.. وهذا ما حرم الكثيرين من خارج المنطقة من حضورها.. والآن كون اللقاء يقام في الاجازة الاسبوعية فهي فرصة لمن هو في خارج بريدة للحضور والمشاهدة عن قرب لهذا الحدث.
ثمة أمر مهم جداً للتواجد الجماهيري ان المباراة تقام في ليالي شهر رمضان المبارك وبالتالي هناك متسع للوقت للجماهير للاستعداد للتواجد والحضور بوقت مبكر.. عكس اللقاءات التي تقام في غير رمضان.. وفي العصر مثلاً.. فهو وقت ضيق لا تستطيع الجماهير كلها ان تجد فيه الفرصة للحضور!!
كل تلك العوامل ستتجمع لتوجد حضوراً جماهيرياً جارفاً..
التقبل!!
من أسوأ الأشياء التي كانت تعكر مباريات الرائد والتعاون هو الشحن النفسي الزائد وهذا ما يغيِّب الأداء الجميل والممتع والكرة الجماعية الفنية الحلوة.. فالشد العصبي يسبب عشوائية الأداء وعدم قدرة اللاعبين على تطبيق خطط المدربين.. وتأتي هذه السلبيات.. بسبب عدم تفهم المسؤولين في الناديين وكذلك لاعبي الفريق والجماهير والاعلاميين روح المنافسة الشريفة.. وعدم قدرتهم على تحمل الخسارة أو تقبلها..
وكأن الهزيمة في نظرهم جريمة!!
وهناك الكثير من الاسباب التي أدت الى عدم تقبل الناديين للخسارة.. قد يكون للإدارات المشرفة دور في شحن اللاعبين ورصد المكافآت والتصريحات القوية التي تسبب الضغوط على اللاعبين كذلك الشحن الجماهيري للاعبين وحثهم على عدم الخسارة..
أيضا ردود الفعل الصعبة والقوية للنادي الخاسر من ادارته وجماهيره وإعلامه كلها تسبب الضغوط والتوتر..
ما هو العلاج؟
باعتقادي ان على كل رائدي أو تعاوني سواء كان لاعباً أو مدرباً أو رئيساً أو عضواً وحتى في المشجعين ان يدركوا تماماً ان المباراة تحتمل اي شيء في عالم كرة القدم..
ففوز الرائد على التعاون ليس شيئا مستحيلاً ولا كارثة يمكن أن تقع على رؤوس التعاونيين لأن الرائد هو المتصدر وساحق الفرق ويملك أقوى خط هجوم.. ويمتلك ترسانة من اللاعبين المتميزين.. أمثال محمد السلال وأحمد غانم وفارس العمري وبندر العليقي ووليد الركبي ويحيى سليمان وعلي مال وطارق الشريِّف ومثني حوذان وسعود السعيدان ومحمد الحسين ومطلق الغرابي.. كلها أسماء جيدة وليس غريباً حينما يتصدر ويهزم التعاون.. فما هو الفرق بين التعاون والخليج وسدوس وغيرها.
اذاً على التعاونيين الدخول بأعصاب هادئة وتقبل طبيعي لنتيجة المباراة.. عندها سيقدم الفريق المستوي الجيد.. ويتحرر لاعبوه من العقد النفسية والرهبة والخوف!!
على الجانب الآخر.. فان خسارة الرائد من التعاون ليست غريبة.. فالتعاون فريق عريق ومنافس ومتكامل الصفوف وعندما يهزم الرائد فهذا شيء يمكن تعويضه وعلى لاعبي الرائد الدخول بأعصاب هادئة ومطمئنة لأن الخسارة أيضا تبقي الفريق في المركز الأول وفي الصدارة وعندما يكون هذا الشعور لدى لاعبي الرائد فسيقدمون المستوى المتميز.
اذا طبق اللاعبون هذه الروح فانهم وصلوا الى النضج العقلي وبالتالي نضج المستوى الفني وعندها ستظهر مواجهة فنية جميلة تتواكب مع الحضور الجماهيري المتوقع!
أما الجماهير فلا بد ان تفرح عند الفوز دون المساس بالآخرين وازعاجهم أو مضايقتهم.. والابتسامة والهدوء عن الخسارة..
اما المدربون فالفائز يجب ألا ينسيه الفوز ما يمكن الوقوع به من أخطاء متوقعة في عالم كرة القدم والخاسر يجب عليه معالجة الأخطاء بدون تشنج وبهدوء.
الإدارتان عليهما مسؤولية الحفاظ على التعامل الحضاري لا نريد الحركات الاستفزازية التي تصدر من البعض وتثير الجماهير وتوجد انفعالات وألفاظاً غير مقبولة.
فإدارة الفريق الخاسر عليها المبادرة بتهنئة الفريق الفائز.. بينما يجب على الفريق الفائز مواساة أشقائهم بأسلوب حضاري متميز يعكس واقع التطور في المفاهيم والأفكار وأسلوب التعامل.
أما لاعبو الفريقين فلا نريد منهم سوى المتعة والفن والأداء الجميل والتعامل بأخلاق داخل الملعب ومساعدة حكم المباراة لإخراجها إلى النجاح والتوفيق!! أما حكم المباراة فيجب ان يدرك أن مباريات الرائد والتعاون خالية من الخشونة أو العنف أو الممارسات غير الأخلاقية بل من خلال مسيرة التاريخ فانها من أنظف المباريات ولهذا عليه ان يتعامل بهدوء ودقة وأن يعطي كل فريق حقه!! كما أتمنى ألا يتعامل مع مبدأ التعويض أو التعاطف مع الفريق الخاسر كما يفعل بعض الحكام لعدم قدرته على اتخاذ القرار وهو بهذه الطريقة يتسبب في زعزعة الثقة في نفسه وفي الحكام فالفائز أو المهزوم يجب التعامل معه بنفس «المكيال» أما الجماهير في المدرجات فنتمنى منها المتعة والأهازيج الجميلة التي تعيدنا إلى الوراء... عندما كانت المدرجات تترنم بصوت وحناجر الجماهير مغردة بأعذب الألحان لمساندة فريقها نحو الفوز. وختاماً أرجو من المكتب الرئيسي والموظفين المسؤولين عن الملعب تسهيل مهمة الحضور سواء من الجماهير أو من ضيوف المباراة لكي تكتمل المتعة.
نقاط سريعة
* لعل أجمل ما يمكن أن يقال عن جماهير الرائد أنها (ثروة) فهي بالفعل الثروة الكبيرة والمهمة التي يكتنزها هذا النادي ويواجه بها كل الصعوبات. انني أقف احتراماً لهذه الجماهير التي هي سر من أسرار تفوق النادي ووقوفه في وجه المشاكل.. ويكفي أن هذه الجماهير هي الوحيدة التي تقطع المسافات الطويلة لمؤازرة فريقها حتى تمكن من حصد انتصارات متتالية!!
***
* لقاء هذا المساء هو اختبار حقيقي لما ستفعله الجماهير الرائدية من دعم كبير لمؤازرة فريقها المتصدر.. ان على كل رائدي أن يتواجد مبكراً هذا المساء!!
***
* اتمنى ان يتفضل الكتاب والصحفيون الذين يستغربون كثافة الحضور الجماهيري في لقاءات الرائد والتعاون ان يحضروا هذا اللقاء ليعرفوا الأسباب التي تجعل الجماهير تحرص على حضور هذه المواجهة.
***
* بدأها خالد السيف في الخليج وعلي السندي في الحمادة.. تفاعل شرفي جميل اتمنى ان يستمر حتى يتقدم الفريق لموقعه الطبيعي.
***
* عاد ناصر النويصر فعادت الروح والاثارة والأهازيج الجميلة للمدرجات.
***
* تسرعت الأمانة في نقل لقاء الرائد والحمادة إلى الغاط فالملعب لم يكن جاهزاً لاستقبال الجماهير الكبيرة التي حضرت اللقاء ولا أدري هل أرسلت الأمانة لجنة لمشاهدة الملعب والتحقق من جاهزيته أم تمت الموافقة بطريقة عشوائية؟ فالجماهير والضيوف تابعوا اللقاء وهم وقوف لأن المدرجات لم تسعهم!!
***
* من حق كل منتمٍ أن يقترح ويقنع الآخرين لكن ليس من حقه أن يفرض آراءه.
***
* أسوأ هجوم لا يمكن قبوله حينما يكون من رئيس النادي تجاه ناديه.. ذلك ما حصل من رئيس التعاون عبدالرحمن السكاكر حينما اعترف أن تسلُّمه للرئاسة كان (فزعة) بعد تخلي الجميع عنه وكاد يباع في المزاد.. هذا تجريح لا يمكن قبوله تجاه ناد عريق وجماهيري ومن قبل رئيس النادي!!
|
|
|
|
|