| عزيزتـي الجزيرة
تنحو كثير من مؤسسات الأعمال الى الدعاية الاعلانية، لتصيب هدفها العملي عن طريق الخدمة لأفراد المجتمع. وذلك بوسائل الاتصال وفتح باب الاستقبال.
ومع استعداد قسم الصيانة لاصلاح الأجهزة الكهربائية على سبيل المثال فهي ظاهرة عملية لها سلبيات تغيب على السطح لأن المعروض من الخدمات في تلك المؤسسات والشركات والمراكز يبالغ أصحابها في التعامل مع الناس من عروضٍ للطلبات واعطاء المعلومات وابرازٍ لتخصص الخدمات بأسلوبٍ مغرٍ جداً جداً واعلانات منتشرة ودعايات هناك وهناك، الأمر الذي يكشف في النهاية عن جشع في الأجور لخدمة الصيانة واصلاح الأعطال ودفع باهظ لأسعار قطع الغيار. ومع ذلك تظهر في أوراق الفواتير نسب الخصم والمخفي في ذلك اكبر.
إنها ظاهرة ينبغي ان تدرس لمراجعة حقائق الأمور من الحقوق العامة والمستحقات للآخر للطرفين العامل والعميل والصيانة والزبون، والمؤسسة أو الشركة مع الفرد الاجتماعي.
لأن القبول بالمعروض والمتعامل به لا يخدم الناس ولا يفيد المجتمع بل يزيد من مصروفاتهم على حسابهم وتذهب الأجهزة المحسوبة انها قد تم لها الاصلاح هدراً وفي خبر كان.
والسبب واضح في ذلك وهو إعطاء الاجر بكلفة باهظة على شيء لا يستحق.
وغياب التقصير في ذلك على حساب الناس او الافراد. سيقول قائل: ولكن إيجارات المحلات التجارية ورواتب العمال والمهندسين وغيرهم مكلفة! قد يكون له جانب واقعي لكن المطلوب مخافة الله في الظاهر والباطن من قبل كل طرف من الطرفين.
وان الأجور المضاعفة والاسعار المبالغ فيها أمر غير مستساغ البتة وينبغي دراستها اجتماعياً وعملياً وإدارياً لما في النتائج وراء الدراسة من ادراك لأشياء قد تكون مختفية من قبل على الكل. وان الدراسة قد تحقق للجميع مصالح الجميع كردء الصدع وتغليب الإيجابيات على السلبية من أي طرف كان. وبذلك تبرز جدوى الاصلاح العملي في مؤسسات الخدمات العامة التي تتعامل مع الأفراد والجماعات على أسس يغلب عليها المبالغة واختصار الطرق لمكتسب أكثر غير مستحق.
لابد للجميع من التفكير والتخطيط على أساس مخافة الله وهذا هو المطلوب حالياً وواقعياً، فقد عرف الجميع قيمة دراسات الجدوى، والتعاملات على الأسس العلمية المدروسة والتخطيط العلمي في الاصلاحات والصيانة والخدمة وتوفر الامكانات الحديثة في ذلك كله وهذا استنتاج ليس على سبيل الاجتهاد والمعرفة بل جاء مني ذلك كطرف متعامل مع الكثير من عباد الله.
جرّب عدداً كبيراً في التعامل مع العمال والمهندسين والسباكين والمحترفين لخدمة أفراد المجتمع والناس، وكل مرة من مرات الطلب لمهندس او عامل تبدو الظاهرة السلبية (اياها) متفشية على صفحة الجهاز وداخل المحفظة والتسيّب الواضح في هذا المجال وفيما ينطبق عليه المثل القائل: «يَتَعلَّم الحلاقة على رؤوس اليتامى»!!
بعد ذلك ينبغي من وقفة مع النفس حول دراسة المطلوب للظاهرة المطروحة في هذا السياق القولي والمعرفي. حتى نضع الأمور في نصابها واعطاء كل ذي حق حقه، ومكافأة العامل على قدر عمله وبذلك نوفر الكثير من المال المهدر ونصون مؤسساتنا من الأخطاء العملية والعلمية والانسانية والاجتماعية.
والله من وراء القصد.
فاروق صالح باسلامة - جدة
|
|
|
|
|