|
| عزيزتـي الجزيرة
ان من يقرأ في كتب ومؤلفات معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر ابتداء من كتاب «أي بني» وانتهاء بكتابه الاخير «ملء السلة من ثمر المجلة» يخال نفسه وقد خاض في امواج الحياة المتلاطمة على سفينة من الحكمة والعقل وقواعد الخير والفضيلة .
فلقد اهدى لي معاليه مشكورا هذا الكتاب القيم الجميل ولعل القارىء يتشوق الى تلك الوقفات المضيئة التي سأتعرض لها من خلال القراءة السريعة لما جاء في محتوياته النفيسة حيث أشار معاليه الى انها تعتبر مجموعة مقالات سبق ان نشرت في المملكة العربية السعودية ومجلة الفيصل وتهدف في مجملها كما عبر في مقدمته انها تسهل للناس في عصرنا الحاضر الاطلاع على تراث الآباء والأجداد والحق يقال ان فيه من الجاذبية ما يشوق القارىء ويساعد من بدأ بقراءته على التهامه حتى نهايته كما اشار معاليه في تلك المقدمة ..
فعندما نستعرض الموضوعات التي بحثها وآثارها ابتداء بيوم التأسيس الميمون صفحة 61 من الكتاب لهذه المملكة والتي قال فيها معاليه «دخول الملك عبد العزيز الى الرياض» كان الخطوة الاولى الجريئة المفاجئة المدهشة ثبت بها المحور الذي دار عليه دولاب قيام الدولة الفتية الخ..
هذه الوقفة الجليلة تستحق من الجميع كل تقدير واحترام واعتزاز بهذا الكيان الاسلامي المتميز في هذا العصر المتلاطم المفعم بالفتن والشعارات والاتجاهات والأحزاب المتكالبة ضد الاسلام والمسلمين.. فلطف الله عز وجل بهذه الجزيرة العربية ان سخر لها ذلك القائد العبقري المسلم عبد العزيز آل سعود لحمل راية الاسلام واعلان الجهاد المقدس ضد الشرك والخرافات والبدع وضد الفقر والجهل والمرض حتى اينعت تلك البذرة المباركة فبعد فترة وجيزة من الزمن سارت الأمور بسرعة البرق وتغيرت معالم الجزيرة وحياة السكان من شظف العيش وشدة الحال والجهل والتخلف الى جيل كامل يعيش في أرقى مستوى من حياة الشعوب حضارة وعلما وثقافة وفكرا وترفا ورغد عيش فلله الحمد والشكر وحده على تفضله على هذه الأمة بهذا الابن البار المخلص موحد الجزيرة العربية رحمه الله رحمة واسعة.
وقد تناول معاليه في كتابه «58» موضوعا وكل موضوع يحتاج الى مقالة مستقلة لمناقشته وتحليله والتعليق عليه وتسليط الاضواء عليه والغوص في عمق معانيه ومقاصده السامية والتي لا غنى لاي مفكر منصف ان يتوقف طويلا للتأمل فيما تحتويه للتأثر بها وبما يدل ويرشد اليها من اخلاقيات وسلوكيات اسلامية مستمدة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تجارب السلف الصالح ومنهج الانبياء والمرسلين في اصلاح الامم والمجتمعات..
وفق الله الجميع لدروب الخير والفلاح..
محمد بن عبد الرحمن المانع
|
|
|
|
|
