| مقالات في المناسبة
يجمع المحللون والمتابعون للشأن السعودي على أن خادم الحرمين الشريفين وضع الأساس الحديث لقيام دولة عصرية سابقت الزمن.
فنجد الإنجازات التي حققها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لمواطنيه وأمتة العربية والإسلامية انها فاقت كل التوقعات حجما وكما.
فنجده حفظه الله وضع الأسس لقيام المملكة العصرية من خلال إنشائه البنية التحتية الاساسية وافتتاحه لمشروعات تنموية ضخمة قفزت بالمملكة إلى مصاف الدول العظمى.
فنشاهد بأم أعيننا انجازات عظيمة شملت جميع الجوانب سواء الاجتماعية أو التعليمية وبنية تحتية هائلة تحققت للملكة خلال فترة زمنية قصيرة قفزت بالمملكة من دولة نامية إلى دولة كبرى ذات سيادة وثقل في المنطقة سياسيا واقتصاديا.
وبصراحة وصدق ان ما تم في المملكة العربية السعودية من خير وانجازات حضارية وعطاء وأمن وأمان ورفاهية يرجع بعد فضل الله عز وجل وتوفيقه إلى حكمة وحنكة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، فمنذ تسلّمه حفظه الله مقاليد الحكم يوم 21 من شهر شعبان 1402ه اصبحت الدولة في مصاف الدول المتطورة وصار امرها من حسن الى احسن. وسأضع بين أيدي القراء الكرام لؤلوة من كلمات خادم الحرمين الشريفين حيث قال في خطابه الميمون الذي توّج به صدور الانظمة الجديدة للدولة:«في التاريخ الحديث قامت الدولة السعودية الاولى منذ أكثر من قرنين ونصف على الإسلام قامت على منهاج واضح في السياسة والحكم والدعوة والاجتماع، وهذا المنهاج هو الإسلام، عقيدة وشريعة وبقيام هذه الدولة الصالحة سعد الناس في هذه البلاد، حيث توفر لهم الأمن الوطيد، واجتماع الكلمة فعاشوا إخوة متحابين، متعاونين، بعد طول خوف وفرقة».
وأضاف: «ولئن كانت العقيدة والشريعة هي الاصول الكلية التي نهضت عليها هذه الدولة فان تطبيق هذه الاصول تمثل في التزام المنهج الصحيح وفي العلاقة بين الحاكم والمحكوم».
وقال:«وبذلك كانت الدولة السعودية نموذجاً متميزا في السياسية والحكم، في التاريخ السياسي الحديث ولقد استمر الاخذ بهذا المنهاج في المراحل التالية جميعا، حيث ثبت الحكام المتعاقبون على شريعة الإسلام وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ويستند هذا الثبات على منهاج الإسلام بثلاث حقائق هي:
حقيقة أن أساس المنهج الإسلام ثابت لايخضع للتغير والتبديل قال الله تعالى:«إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».. الآية.
حقيقة وجوب الثبات على المنهج«ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لا يعلمون».. الآية.
حقيقة وفاء حكام هذه الدولة لإسلامهم في شتى الظروف والاحوال».
وأضاف حفظه الله «واستمر الوفاء للإسلام عقيدة وشريعة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث بنى المملكة العربية السعودية ووحّدها على ذات المنهج على الرغم من انه واجه ظروفا تاريخية صعبة وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته اثناء توحيد البلاد فقد حرص الملك عبدالعزيز على إنفاذ منهج الاسلام في الحكم وفي المجتمع مهما كانت الصعوبات والتحديات ويتلخص هذا المنهج في إقامة المملكة العربية السعودية على الركائز التالية:
اولا: عقيدة التوحيد التي تجعل الناس يخلصون العبادة لله وحده لا شريك له ويعيشون أعزة مكرمين.
ثانيا: شريعة الإسلام التي تحفظ الحقوق والدماء وتنظِّم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتضبط التعامل بين افراد المجتمع وتصون الأمن العام.
ثالثا: حمل الدعوة الإسلامية ونشرها حيث ان الدعوة الى الله من أعظم وظائف الدولة الإسلامية وأهمها.
رابعا: ايجاد بيئة عامة صالحة مجردة من المنكرات والانحرافات تعين الناس على الاستقامة والصلاح وهذه المهمة منوطة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خامسا: تحقيق الوحدة الإيمانية التي هي اساس الوحدة السياسية والاجتماعية والجغرافية.
سادسا: الاخذ بأسباب التقدم وتحقيق«النهضة الشاملة» التي تسير حياة الناس ومعاشهم وتراعي مصالحهم في ضوء هدي الإسلام ومقاييسه.
سابعا: تحقيق الشورى التي أمر الإسلام بها ومدح من يأخذها، اذ جعلها من صفات المؤمنين.
ثامنا: ان يظل الحرمان الشريفان مطهرين للطائفين والعاكفين والركّع السجود كما أرادهما الله بعيدين عن كل ما يحول دون اداء الحج والعمرة والعبادة على الوجه الصحيح، وأن تؤدي المملكة هذه المهمة قياما بحق الله وخدمة للأمة الإسلامية.
تاسعا: الدفاع عن الدين والمقدسات.. الوطن والمواطن والدولة».
وقال حفظه الله: «وبتلك الأسس والركائز للدولة السعودية الحديثة لم تعرف المملكة العربية السعودية ما يسمى بالفراغ الدستوري» فمفهوم الفراغ الدستوري هو من حيث النص «ألا تكون لدى الدولة مبادئ موجهة ولا قواعد ملزمة ولا أصول مراجعية في مجال التشريع وتنظيم العلاقات».
وعند الوقوف عند كل حرف من هذه الكلمة الضافية نجد معاني سامية ونجد حكمة وحنكة سياسية نجد رجل دين ودولة.
|
|
|
|
|