| الثقافية
يمكن اطلاق مصطلح «الأديب الموسوعي الشامل» على الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيّع إذ إنه تقلد عددا من الوظائف والخدمات التي عهدت اليه منذ مباشرته للعمل مدرسا في معهد مكة المكرمة العلمي عام 1388ه وادارته للدراسات والمعلومات والبعثات بجامعة الامام الى ان استلم مهام وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي في 27/6/1416ه.
كما امتاز د. محمد بغزارة الانتاج الأدبي وله أكثر من مؤلف أدبي ونقدي ومن أبرز مؤلفاته.. «من قضايا البحث العلمي في الجامعات السعودية» و«من أدب الشعوب الاسلامية» و«أدب المهجر الشرقي»، و«قصص البخلاء وحكاياتهم» و«أدب الطفل في المملكة العربية السعودية».. كما قام باعداد كثير من البحوث وأوراق العمل والمحاضرات العامة.
ويتطرق د. الربيّع من خلال حوارنا معه الى عدة قضايا من أبرزها بحث قضية اعراض الأدباء والمفكرين عن المشاركة في نشاطات الأندية الأدبية وقلة الجمهور.. كما تحدث عن الأهداف التي تسعى الى تحقيقها الادارة الجديدة وعن علاقة النادي بالمثقف.
* البحث عن الأسباب
* بمناسبة توليك لرئاسة النادي، ما السبيل الى العمل على ابراز رسالة النادي ودوره في اثراء الساحة الفكرية والأدبية؟
ابراز رسالة النادي ودوره في اثراء الساحة الفكرية والأدبية يتم من خلال العمل المتواصل الدؤوب لخدمة الفكر والأدب في المملكة وفق خطط منهجية مدروسة وتقديم خدمات ملموسة للأدباء والمفكرين وإذا شعر أولئك بأن النادي يقوم بدوره وفي مستوى طموحات محبيه فسيعودون اليه مستبشرين وسيتفاعلون مع نشاطاته جذلين فرحين، ولذلك كله فإن مسؤولية الادارة الجديدة ليست بالسهلة أو المريحة.
فكيف تستطيع الادارة ان تغير الصورة القائمة المستقرة في مخيلة محبي الأدب والثقافة؟!
وكيف تستطيع ان تقدم لهم ما يرضي طموحهم وينعش آمالهم في أن يكون نادي العاصمة نموذجا مشرقا للأندية الأدبية في المملكة ورائدا لها في مجال العمل على النهوض بأدبنا والتعبير عن أدبائنا؟!
ومنذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها العمل في النادي وشغلي الشاغل هو التفكير في القضايا الكبرى والتي يجب على الادارة الجديدة مواجهتها بصدق وصراحة وعزم ومنها:
1 قضية اعراض الأدباء والمفكرين عن المشاركة في نشاطات الأندية الأدبية وقلة الجمهور الذي يحضر تلك المناسبات.
وهنا لابد من معرفة الأسباب وتحليلها والعمل على إزالتها ليقوى التواصل بين النادي ومحبيه.
2 ماذا قدم النادي للحركة الأدبية والفكرية في المملكة؟
3 ما خطط النادي القصيرة المدى والبعيدة المدى لخدمة الفكر والأدب في المملكة؟
4 ما مجالات عمل النادي؟، وهل هناك مجالات جديدة لم يتم ارتيادها في الماضي حتى يتم التخطيط لها والعمل على الاستفادة منها.
5 من المؤكد ان هناك تجارب ناجحة وأساليب عمل مفيدة في تجارب الأندية الأدبية الأخرى في المملكة فلماذا لا يستفيد منها النادي؟
6 الأندية التي تخدم الأدب والثقافة في العالم العربي بل وفي العالم أجمع كثيرة فهل استفدنا من تجاربها وأساليبها؟ ولماذا انطوينا على أنفسنا وتركنا خبرات الآخرين وتجاربهم دون اقتباس مفيد أو تطوير وتحوير يتناسب مع مبادئنا وأوضاعنا.
7 من المهم جدا ان نعرف رأي الأدباء في ناديهم وماذا يريدون منه، وماذا يقترحون لتطويره؟ وهذا سيتم ان شاء الله عن طريق اللقاءات الموسعة وكذلك عن طريق الاستبانات التي سيتم توزيعها على أوسع نطاق ثم يتم تحليل ما ورد فيها.فإذا تعرفنا بشكل علمي مدروس على واقع النادي أولا ثم على طموحات الأدباء وما يتمنونه للنادي وما يريدون منه ثم وضعنا خطط العمل المناسبة فإننا بإذن الله تعالى سنسير في الطريق الصحيح، وسنجد الدعم والمؤازرة من جميع الأدباء والمفكرين.
وهذا ما نطمح اليه ونعمل بتوفيق الله وعونه على تحقيقه والوصول اليه.
الاندية مرآة للحركة الادبية
* عرف عنكم الاتزان والوسطية والاعتدال في منهجكم الادبي.. وعلى ذلك كيف تجدون علاقة النادي مستقبلا مع جميع التيارات النقدية والفكرية؟
أولا: اشكرك على هذا الاطراء وارجو ان اكون فعلا كذلك ولكن لابد من ايضاح قضية مهمة في ادارة الاندية وبخاصة الادبية وهي ان نفرق بين الآراء الخاصة لرئيس النادي وبين الاعمال التي يقوم بها النادي للجميع وهنا اود ان اوضح ان لي آراء واجتهاداتي الادبية والنقدية وهي مبثوثة في كتبي ومحاضراتي واحاديثي وهي تعبر عما اعتقده واميل اليه نتيجة لدراستي لتلك القضايا.
وهنا لابد ان اختلف مع هذا واتفق مع ذاك لكن النادي ليس نسخة من رئيسه ولا منبرا لرأي الرئيس فقط وتلك مسألة يجب تأصيلها والحديث عنها بوضوح تام فالاندية الادبية مرآة للحركة الادبية والفكرية في المملكة بمختلف فنونها واغراضها ومذاهبها الادبية وسيتسع صدر المسؤولين عنه للرأي والرأي الآخر متى كان الجميع ملتزمين بثوابت الامة وقيمها ومبادئها عاملين من اجل رقيها وتقدمها حريصين على وحدة الكلمة وتماسك الصف وتحقيق اهداف دولتنا الرشيدة في التقدم والرقي والتنمية الشاملة.
وهنا نستطيع ان نقول ان اختلاف الرأي فيما صح فيه الاختلاف لا يفسد للود قضية.
* تشكو الاجيال الشابة من عدم مبالاة النادي في طبع انتاجهم الابداعي شعرا أو نثرا؟
اعتقد ان من مهمات الاندية الادبية تشجيع الشباب الواعد والاقلام الجديدة وتبني ابداعاتهم وتوجيههم واسداء المشورة والنصح لهم ولذلك فلابد من تخصيص جزء من مجهودات النادي واعماله لهم ويكون ذلك باساليب متنوعة منها عقد جلسات نقدية تحليلية لابداعهم وقراءات نقدية لاعمالهم وطباعة الجديد منها مع اتاحة الفرصة لهم للنشر في مجلات النادي وسلاسل كتبه وتشجيعهم على المشاركة في النشاط المنبري للنادي.
* القلم النسائي:
* القلم النسائي هل له نصيب في النادي؟
الابداع لا يفرق بين رجل وامرأة والنادي يشجع من يبدع ادبا وفكرا من الجنسين وليس هنا مشكلة اما كيف يتم ذلك فهذا امر يحتاج الى تخطيط ودراسة لمعرفة السبل والوسائل المناسبة وسنطرق ان شاء الله كل السبل الممكنة متى ما كانت منسجمة مع توجيهات الاسلام ومقاصد الشريعة وهذا هو شعارنا ورائدنا في الاقدام على عمل او الاحجام عنه.
* هل سيحاول النادي مد الجسور الى الصالونات الادبية التي تعقد بالرياض لعمل آلية مشتركة في بناء اوراق جادة؟
مدينة الرياض مدينة حافلة بالنشاط الادبي والثقافي ويستطيع الراصد للحركة اليومية الثقافية ان يلحظ ذلك بوضوح ويستطيع الحريص على النهل من منابع الثقافة ان يجد ما يطلب من مناهل العرفان ومنابع الاشباع الفكري والثقافي بما يحقق بغيته ويروي عطشه ومن ذلك الصالونات الادبية الاسبوعية التي تعقد في منازل بعض الادباء والمفكرين ابتداء بندوة الشيخ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله ندوة الوفاء ومرورا بعدد كبير من الندوات كندوة شيخنا المربي الجليل عثمان الصالح وندوة الدكتور انور عشقي وندوة الدكتور راشد المبارك وغير ذلك كثير.والندوات والصالونات الادبية ظاهرة صحية مفيدة وهي تتكامل في نشاطها مع النادي الادبي والمنافسة هنا على الخير والفائدة والميدان يتسع لكل ذلك.
الاصوات الغاضبة:
* كيف تحتوي النادي وتعمل علي كسب الاصوات الغاضبة؟
لا ادري ما المقصود بالاصوات الغاضبة هل هي الغاضبة على النادي لانه لم يقدم لها ما تريد وتتمنى، هنا يجب على النادي ان يعرف ما تريد ويجب عليها ان تقدم للنادي آراءها ومقترحاتها وعلى النادي ان يتسع صدره لهؤلاء اذا كانت مطالبهم ايجابية وهادفة فالنادي للجميع وعليه ان يسعى الى كسب الجميع ما استطاع الى ذلك سبيلا متى ما كانت المطالب منسجمة مع خططه وضوابط العمل فيه ومع الاهداف التي من اجلها انشأت الدولة الاندية الادبية.
* تعاني بعض الاندية من عدم الاعتدال والمنهجية في اداء مهمتها؟ ما تعليقكم على ذلك؟
لم اقم بدراسة تحليلية لنشاط الاندية الادبية حتى استطيع الجواب على هذا السؤال بواقعية وبمنهج علمي يقوم على رصد نشاطات تلك الاندية وتوجهاتها لكني اؤكد على ان منهج الامة ومنهج الدولة هو الاعتدال والوسطية ويجب ان يكون ذلك هو منهج وشعار الجميع لان فيه الخير والفائدة والله الموفق.
وفي الختام اشكركم على هذا اللقاء وارجو ان اكون قد وفقت في الاجابة على الاسئلة مع اني اشعر بأن الموضوعات التي طرحتموها في هذا اللقاء تحتاج الى اجابات مفصلة ودراسات موسعة .
|
|
|
|
|