| الثقافية
هذه المرة الأخيرة التي أجلس فيها إلى صاحب خبرة طويلة سبقني في التعامل مع حالات كثيرة مماثلة وله تجارب عديدة في هذا المجال.
في كل مرة كنت ألتقيه كنت أقول إنها آخر مرة لكني أفاجأ بأنه يؤكد على ضرورة الالتقاء مرة أخرى ويؤكد حرصه على ذلك بدافع محبته لي واهتمامه بمصلحتي وكل ما فيه نفع أو فائدة لي.
في المرة الفائتة أكد على أن هذا اللقاء هو اللقاء الأخير.
والغرض من هذه الجلسة هو التزود بالوصايا والتوجيهات الأخيرة قبل أن أخوض التجربة وأواجه الموقف.
كانت آخر الوصايا أن أكون في منتهى الايجابية إزاء كل ما يطرح وألا أتبنى أي وجهة نظر يمكن أن تكون (متفردة) عن السياق العام.
وإذا كان المجال يسمح بالتعرف المسبق على التوجه المطلوب بالضبط قبل أن يطرح فعلي أن أتهيأ لأن أتخذ موقفاً ايجابياً يسير في نفس السياق.. ويبرز المزايا والجوانب الايجابية و(يستميت) في الدفاع عنها.
ورغم أني ضقت ذرعاً بهذا الذي يحدث.. إلا أنه لم يكن لي أن أعرف أن هذا هو ما يحدث دون أن ألج من بوابة هذا العالم.. ومادام هذا قد تم فليس لي إلا أن أسير في هذا الاتجاه ولا يمكن لي أن أتراجع.
الآخرون الذي سبقوني فعلوا هذا وتواصوا بما يجب أن يفعلوا ليصبحوا مؤهلين حقاً وليصلوا إلى ما وصلوا إليه.
علي أن أكون مثلهم.. فلن تغدو لي أهداف عامة تدور حول مثاليات وأخلاقيات ضاعت وسط تحولات جعلت هذا العالم الذي سأقتحمه أقرب ما يكون إلى مجتمع (ذئاب).
أجل.. لن أكون إلا كذلك.. وسوف أكون كما أكد لي أكثر من غيري احساساً بالتحول.
وحين يكون كل شيء على ما يرام.. وتصبح الوثيقة في جيبي فليس علي حينئذ وكما أكد لي أيضاً أي حرج في أن أفعل ما أراه لأنني سأحصد نتائج (مبادئ) (الابتعاد عن المبادئ) كما كان يقول.
حينئذ.. سأمد لساني.
|
|
|
|
|