|
| مقـالات
لم يبق على زواجها سوى أيام معدودة.. الفرحة تغمر قلبها.. البهجة ترقص بها يميناً ويساراً والتفاؤل يملؤ كل مستقبلها بالأمل والحب والطموح وكيف لا يكون ذلك وزوج المستقبل فيه كل المواصفات التي تتمناها أي «بنت» كما يقال.
نعم فالأسرة قد سألت عنه وبحثت عن تاريخه وماضيه كما سألت عن أخلاقه ودينه وبناءً على ذلك كانت الموافقة وتقرر الزواج.
وبعد أيام.. تم الزواج ثم غادرا البلاد في رحلة شهر العسل...
عندها كانت المفاجأة.. لقد كان يخرج من الفندق ليلة وليلتين دون أن يترك أي خبر وتجلس هي المسكينة بين أربعة جدران لا تدري ماذا تفعل وإلى أين ستكون!!؟ ما هو مصيرها وأين هذا الرجل أي زوجها الذي غاب دون ان تعرف عنه شيئاً، مرت الأيام.. ثم عادت هي بلطف الله إلى أسرتها لتشكو ما مرّ بها وبعد الضغط على أسرة الزوج فوجئت بأنه مريض نفسياً ويقوم ببعض «الحركات» غير المنطقية والغريبة وغير المبررة ولكن الأسرة لم تكشف ذلك عن الزوج أي ابنهم لأنه في اعتقادهم ان «بنت الناس تعدله».. اسلوب وطريقة يسودها الجهل لأن المسكينة ماذنبها أن تكون ضحية لشيء هي لا تعلم عنه شيئاً فتتحطم حياتها.. فقد لا تكون لديها القدرة لتحمل ذلك المريض والذي هو زوجها فهي قد تزوجته هكذا «بعيبه» لماذا لم تخبر عن ذلك سابقاً فلربما كان لها رأي آخر وهذا من حقها!!
إنّ هناك أنواعاً من الأمراض النفسية تشكل عيوباً تحل بالشخص فيتأثر بها كشخصية وبالتالي يتأثر بها من حوله بل وربما تتحطم حياتهم ولا أقول ذلك لأن المرض النفسي لا يُعالج أو أنه بلا حل ولكن الصراحة في موضوع الزواج أمر ضروري وإخبار الطرف الثاني بوجود مرض نفسي بمن سوف يقترن به نقطة لا بد وأن لا تغفل وإلا كانت «خديعة» وما يبنى خطأ حتماً وإن طال إلى حد ما إلا أنه من المحال أن يستمر.. وهناك فرق بين أن يصاب أحد الطرفين بالمرض النفسي خلال سنوات الزواج وبين ان يفاجأ الزوج بعد زواجه بمرض نفسي لدى زوجته أو العكس.
أعتقد ان العشوائية في مثل هذه الأمور مرفوضة لأنها ربما جعلت الأمر يستفحل وهنا تكون الكارثة وقد يدفع اكثر من شخص ثمن تخطيط غير واقعي وغير سليم لا أن تفاجأ الزوجة بأن من اقترنت به وهو الزوج لديه مثلاً «فوبيا» المرتفعات وتُصدم بأنها لن تسافر معه طوال عمرها حتى لو لزيارة الأقارب في مدن داخلية.
أعتقد.. أن الزواج يحتاج الى صفاء النية اذا كان القصد منه الاستقرار حقيقة!! أما غير ذلك فلا بد أن لا ننشد أن ننتظر النتائج الإيجابية!!
والله ولي التوفيق.
|
|
|
|
|
