| مقـالات
كانت ندوة ثقافية لطيفة شهدتها قبل بعض الوقت بين لفيف من الأصدقاء تتمحور حول أكثر من جانب انما ترتكز فيما بعد بالدور الذي ينبغي للعرب عامة وللنخب خاصة دور فعال في الحركة الحضارية ان جاز التعبير أو بالاحرى ان تكون لهم اسهامات فاعلة في المسيرة الحضارية لا الاكتفاء بردود الافعال العابرة والتي تشتعل فترة من الوقت ثم تنطفىء ليمضي كل الى سبيله في انتظار حدث آخر يقع في مكان ما من العالم لنسارع في اعطاء رأي فيه قد يكون مقبولاً وقد لا يكون مقنعاً مما يعني ان الابداع الذهني والثقافي لم يعد يبرز اسوة بالدول الاخرى التي نتابع انجازاتها من قبيل الفرجة وليس الاضافة. وحتى لو تحققت اضافة تلوي الاعناق فهي ايضا مقبولة انما الانكفاء وغرس الرؤوس في الجوانب الهامشية التي لا تضيف جديداً فهو ما يؤسف له وحتى نكون أكثر وضوحاً علينا بأن نتلمس اسباب هذا الواقع المؤلم ولماذا هذا التقهقر. اعرف بأن اجابات كثيرة سوف تطرح لتحمل في الغالب الجهات الحكومية الفاعلة أو المسيطرة اسباب ذلك الركود أو التخلف واريد هنا مخالفة هذه الرؤية وان كنت لا انكر اهمية مساهمة تلك المصالح بالوضع الراهن انما احدد طرفاً يحاول ان يتجنب اقحامه في المسيرة الحضارية لعدم تبنيه موقفاً ايجابياً في صنع القرارات الثقافية والعلمية واعني به مصادر المعرفة في كل مجتمع عالمي. فالجامعات العربية بكل اسف اغلقت على نفسها اسوار الحماية واصبح دورها مجرد القاء محاضرات تجترها الاجيال على مدى الاعوام لتحصل على شهادة دراسية تعينها فقط في الحصول على مقعد في ادارة حكومية ليكون ذلك المقعد حتى وان كان تافهاً مصدر رزقها لتأسيس اسرة تضاف الى الأسر المنسية في اجواء الاجترار في هذا العالم الفسيح. عالم العروبة النائم على ما قد يدعى بالحرير بينما هو اقرب الى القش داخل اسوار الصفيح. نعم ان الجامعات في معظم الدول العربية اصبح هذا دورها الرئيس ولا شأن لها بما يحدث في العالم من حولها سواء من ناحية التفاعل أو المشاركة وارجو الا اكون قاسياً على من يحملون هذه الشهادات العلمية العليا عندما أتهمهم أو أصارحهم بأن اسباب تخلف العالم العربي عن المواكبة هو الاستسلام الى الراحة بعيداً عن غرس المفهوم العلمي الحضاري في اذهان الاجيال الصاعدة وانها مع الاسف تنقطع صلتها بالتحصيل العلمي بمجرد ان تنال تلك الشهادة الثمينة شهادة التخرج لتبحث بواسطتها عن المقعد الوثير الذي اشرنا له في السطور السالفة اما ان تفجر الطاقات الكامنة وافساح المجال امام العقول الواعية فذلك ما تحاول جامعاتنا العربية التنصل عن القيام به محاذرة من قمع السلطات التنفيذية في الوطن العربي لمثل ذلك التوجه الذي هو من اساسيات دورها في كافة انحاء العالم. فهل هناك من يقنعني بأي دور بارز تولته الجامعات في الوطن العربي بما في ذلك اقامة معارض الكتب وطرح المسابقات الثقافية ام ستبقى هذه المشاعل الثقافية مجرد دواوين لرموز هامشية تتجرد من دورها أو بالاحرى تتهرب من دورها الطليعي في قيادة الأمة نحو مجالات العلم والابداع.
للمراسلة: ص.ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|