|
| مقـالات
هناك سبعة وثلاثون مؤلفاً للكاتب الشمالي «سعد بن خلف العفنان»، ولعل أهل الشمال يظلون متمسكين بالإرث «الطائي» فجاء هذا الانهمار والتدفق الذي عالج به الكاتب تصحرنا الثقافي «بسبعة وثلاثين كتابا».
ولأنني لم اقرأ معظمها إلا أنني ارفع مشعلي عالياً تحية لرجل قابض على جمرة الفكر والأدب في زمن الترهل، والخمول، والاستكانة إلى قوانين الاستهلاك، وغيلان الأقمار الصناعية.
ولعلي توقفت طويلاً حول ترجمته الشخصية التي دونها خلف أحد كتبه.
الحالة العلمية: ثقافة ذاتية.
المهنة: أعمال حرة متواضعة.
الهواية: القراءة والكتابة.
الإصدارات: أربعون كتاباً في مختلف ميادين العلم والمعرفة.
هذا التعريف النبيل المتحرر من الأنا، المتخلي عن غوغاء الإعلام، والمكتفي بثقافة ذاتية كان هذا الرجل يسقيها رحيق حلمه ووميض صباحاته وباقات من خزامي الشمال، هذه الثقافة هي السيف الذي كان يقطع به شبكة العنكبوت التي تقتنص الكثيرين في شباك اليومي والمتاح والباهت، وتقصيهم عن القمم النائية التي يحظى بها النسور فقط.
ولذا ومن أجل هذا السبب كانت الأعمال الحرة متواضعة، ولابد أن تكون متواضعة، لأنه في حضرة القلم وسطوته لابد أن يفر «الدينار» ويذهب باتجاه جيوب التجار الممتلئة وأدمغتهم الخاوية!!
الأديب العفنان هو طفرة قلمية، ترشق وجه الصحراء بالأخضر، وتغرس شتلات تقاوم التصحر، وقوانين السوق الشرسة، هو فقط يستجيب لوصايا أجداده الطائيين في الكرم والتدفق.
وقال ابو الطيب:
لو لا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والإقدام قتّال
وصلتني المجموعة القصصية للقاصة المبدعة «هناء حجازي»، الصادرة هذا العام عن دار النشر «ميريت». وقصص المجموعة تغطي فترة زمنية طويلة نوعاً ما من «88 الى 98»، ولذا من الصعب ان نكتشف الوحدة النفسية والفنية بين خطوطها، وإن كانت الكاتبة استطاعت في القصص الأولى للمجموعة، أن تقتنص من خلال لغة متوترة ونابضة، يوميات فتاة «جداوية» مؤطرة بين اليوم والأمس، بين مفارقة ماذا أريد وماذا يريدون، وباعتقادي ان هذا البوح المردوف بتساؤل ونزق، هو الذي يعطي المجموعة خصوصيتها، ولا سيما أن الكاتبة لم تتورط بالنعيب الرومانسي الذي كثيراً ما يصادفنا في القصص النسائية، واستبدلته بتفاصيل تكون من خلال نسيجها العام اللقطة الفنية التي تودها الكاتبة.
لم أقرأ لهناء حجازي، ولعل هذا قصور مني في متابعة تجربة بهذا الحجم، ولعلها كتبنا التي تبقى مشتتة في العواصم العربية دون ان تستطيع الوصول إلى الوطن.. مع الأسف.
omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|
