| مقـالات
* في أول جمعة بعد القصف الذي بدأته أمريكا على القرى الطينية والأكواخ البرية، قالت: إنها استحسنت وقف القصف في هذا اليوم الفضيل لدى المسلمين مراعاة لمشاعرهم!! ومرت أيام القصف وأوشك رمضان أن يهل والحرب من طرف واحد لم تحسم بعد!! فقالت: إنه ليس من المحظور استمرار الحرب في رمضان!! وهنأ الرئيس الأمريكي المسلمين بحلول رمضان الدامي وأقام لسفرائهم مائدة إفطار في البيت الأبيض، وقالت الأخبار: إنه حرص على محادثة كل فرد منهم على حدة، وفسر المراقبون بأن ذلك لتبييض وجه أمريكا في العالم الإسلامي مراعاة لمشاعرهم! على الجانب الآخر لم ير (شارون) أن من محظورات الصيام قتل الأطفال في رمضان، فقد استجاز ذلك، وحتى الألغام المحرمة دولياً وضعها في طريق الأطفال وهم ذاهبون إلى مدارسهم فحصدت في يوم السابع من رمضان خمسة أطفال، وفي اليوم التالي حينما شيعهم الفلسطينيون قامت المروحيات الإسرائيلية بقتل طفل سادس كان في الحشد الذي شيع اخوانه!
يا له من رمضان دامٍ، روعيت فيه المشاعر، وعُرف فيه لرمضان قدره! ويا له من عصر أليم محزن أمست فيه (الأخبار) أحد أطباق المائدة، لا يستسيغ فيه الإنسان الطعام إلا على نشرة الأخبار وموجز الأنباء! ولقد كانت شعوب العالم الإسلامي يمر عليها رمضان وغير رمضان وهي لاتدري ماذا يجري في أطرافها وثغورها من قتل وإبادة وتهجير لمئات الألوف بل للملايين من المسلمين في بقاع الأرض لأن الأطباق يومها لم تكن طبقا رئيساً من أطباق مائدتها! وقد يُدخل أطباق الصحة النفسية في العالم الإسلامي (حديثاً) مصطلحاً اسمه (مرض نشرة الأخبار) وهو مرض يُصيب صاحبه بالإحباط واليأس والاكتئاب، ذلك لأنه ابتلي بمشاهدة الأخبار التي لم تحافظ أبداً على مشاعره لا على يوم الجمعة ولا رمضان ولا العشر الأخيرة من رمضان، وقد يتلقى هذا المشاهد المدمن لنشرة الأخبار ثالثة الأثافي وقارعة القوارع ليست قنبلة بي 52 ذات السبعة أطنان، بل هي تهنئة (بوش) المتوقعة للمسلمين (غداة يوم عيد الفطر القادم) كعادته كل عام، وسيتمنى لهم أعياداً سعيدة مليئة بالمسرات! وسيبعث قاتل الأطفال (شارون) إلى الرئيس (عرفات) ببرقية تهنئة بالعيد السعيد! كعادته السنوية حسب الأصول المراسمية! وقد يدخل بعدها المشاهد المدمن للأخبار مرحلة متقدمة من الاكتئاب المزمن ولننتظر فقد يفعلاها، وقد يقع فيه!
بريدة 10278
|
|
|
|
|