| العالم اليوم
على الرغم من أن الرؤية الأمريكية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، لا تحقق إلا الشيء البسيط من الحقوق الفلسطينية، إلا أن الفلسطينيين والعرب رحبوا بالتحرك الأمريكي وأعطوه من التأييد والمساندة الشيء الكثير، حيث دعمت القيادات العربية المبادرة الأمريكية وساندتها أدبياً، وزادت القيادة الفلسطينية الى ذلك بتدعيم المبادرة الأمريكية بالمساندة العملية، حيث لا تزال القيادة الفسطينية تعمل وبشتى السبل ورغم تدمير إمكانياتها من قبل الإسرائيليين على تثبيت «وقف إطلاق النار» من جانبها على الرغم من خرق الجانب الإسرائيلي وتعمده استفزاز وجر الفلسطينيين الى المواجهة بقصد تخريب التحرك الأمريكي.
واليوم ومع وصول المبعوثين الأمريكيين الى المنطقة سيلمسان عملياً أن الإسرائيليين غير جادين في تمكين الرؤية الأمريكية وإعطائها الفرصة لتتحقق على أرض الواقع، فالإسرائيليون عمدوا قبل وصول الموفدين الأمريكيين إلى ارتكاب أبشع الجرائم التي تمثلت في قتل الأطفال وارتكاب الاغتيالات بحق الشخصيات الفلسطينية السياسية وإيذاء المواطنين الأبرياء بهدف دفع الفلسطينيين على الرد وإشعال ما يسميه الأمريكيون بالعنف، في حين التسمية الصحيحة للأفعال الإسرائيلية، إرهاب دولة منظّم.
والأفعال الإسرائيلية التي ستتواصل، بل ستتصاعد مع وصول الأمريكيين هدفها كما سيلمس الموفدان إحباط المبادرة الأمريكية بالذات، وهو ما يفرض على الموفدين أن ينقلا بصدق وبحيدة ما سيتأكدان منه حتى تواجه الإدارة الأمريكية هذا التعنت الإسرائيلي، إذا كانت هذه الإدارة جادة في تفعيل الدور الأمريكي لصنع السلام في الشرق الأوسط، وأنها حقاً لديها الارادة الصادقة لمواجهة التخريب الإسرائيلي، أم يتكرر الدور الأمريكي المعتاد الذي ينحصر في مطالبة الفلسطينيين بوقف أعمال العنف.. وترك إرهاب الدولة الإسرائيلي يتواصل دون رادع أو حتى إدانة..؟!
أم يتوافق الأمريكيون مع ماجاؤوا من أجله والوقوف إلى جانب العدل، فينصفوا المظلوم ويخففوا عن الضحية العذاب الذي تتعرض له.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|