| الريـاضيـة
القرار المفاجئ والمتأخر جداً.. والذي تم من خلاله تأجيل مباراة الهلال مع الأنصار إلى إشعار آخر!.. وبالتوقيت التي صدر فيه هذا القرار «الثانية فجراً» في يوم المباراة.. حتى يمكن وصفه ب «قرار السحور».. هذا القرار مضموناً وتوقيتاً أرى أنه سقطة كبيرة من اللجنة.. فبأي حق تؤجل المباراة إلى وقت غير محدد؟ وبأي حق تصمت أمام الطلب الهلالي وتؤجل البت فيه وتسوف.. حتى يصدر قرارها فجر يوم المباراة؟
فالهلال تقدم قبل خمسة أيام بتأخير مباراته مع الأنصار ليوم واحد فقط.. لإتاحة الفرصة لنجوم الفريق للمشاركة في المباراة التي تنظمها جمعية الأطفال المعاقين على كأس الوفاء للأمير فهد بن سلمان رحمه الله.. كلمسة وفاء لهذا المهرجان الإنساني.. لكن ما حدث ان اللجنة صمتت أمام طلب التأجيل.. حتى أن الصحف كتبت عن إقامة المباراة في موعدها.. وقدمت تحليلاتها على هذا الأساس.. فانخدع الكثير من الجماهير المسكينة.. التي تجشمت عناء الذهاب للملعب فتفاجأ بتأجيل المباراة.. بل إني ككاتب زاوية تضررت وأجريت تعديلاً جذرياً على مقالتي بسبب ما حدث!.. فهل البت بهذا الطلب يستدعي تلك الأيام.. ببساطة كان يمكن إجراء اتصال هاتفي لا يتعدى الدقيقتين برئيس الفريق الآخر «الأنصار».. وأخذ رأيه.. ومن ثم البت فوراً في تأخير المباراة أو تثبيتها في موعدها.. والآن، فالهلال ظلم بهذا القرار غير المقبول بتاتاً من اللجنة.. فهو طلب تأخير المباراة من الأحد إلى الاثنين لأسباب إنسانية.. وما حدث أن المباراة أجلت لوقت غير محدد بحجة رفض الأنصار للتأجيل.. وبهذا تحاملت على الهلال لأنها حرمت مدافعه الشريدة من المشاركة أمام النصر.. وهذا يعني ان اللجنة تدخلت منذ الآن في تحديد نتيجة المباراة!.. ورغم الفارق الفني بين الفريقين لكن تظل مباراة لها طابعها الخاص.. وصدور القرار بهذا الشكل من لجنة المفترض أنها بموقف المحايد والقاضي محبط جداً للفريق.. فالهلال أراد الاستفادة من مباراة مجدولة لإسقاط الكروت ليفاجأ بتأجيل المباراة إلى وقت غير معلوم..
فالسؤال الملح هو.. لماذا لم تثبت المباراة في موعدها إذا كان يتعذر تأجيلها إلى الاثنين؟؟.. لماذا لم يبلغ القرار للهلال ولا وسائل الإعلام إلا في هذا الوقت المتأخر جداً؟ رغم أن قرار التأجيل اتخذ بشكل مبكر ولكن تم التكتم عليه.. والدليل أن الأنصار لم يأت للرياض.. ثم من هذا الموظف الذي سهر الليل بجوار جهاز «الفاكس» حتى ساعات الفجر الأولى ليقوم بإرسال إشعار التأجيل للهلال؟.. هل إرساله في هذا الوقت الحرج لقطع الفرصة على الاحتجاج والاعتراض وفرض الأمر الواقع؟؟
إن استغلال الفرصة لحرمان الهلال من مدافعه أمام النصر تصرف لم يكن بالحسبان.. بل إن اللجنة أيضاً حرمت الهلال من الاستفادة من لاعبيه الدوليين.. وأجلت المباراة إلى وقت سيرتبط فيه لاعبوه الدوليون بالمنتخب.. أي يمكن أن يخسر النقاط الثلاثة.
هل هكذا نقدر الفريق الذي يدعم المنتخب بأكبر قدر من لاعبيه ويخسر مباريات وبطولات محلية كثيرة بسبب هذه التضحية؟ ليتم بذلك خدمة ومكافأة فرق قليلة الدعم للمنتخب لا وزن لها ولا تأثير .. ان هذا لم يكن الخطأ الأول أو الثاني المرتكب ضد الهلال مع ترتيب المباريات.. بل تضرر الهلال من جدولة مباريات الدوري.. حيث أجبر على لعب ست مباريات خارج أرضه مقابل مباراتين.. في وقت ارتباط لاعبيه الدوليين بالمنتخب.. هل ننسى كيف أجبر على أن يلعب نصف النهائي ونهائي كأس الأمير فيصل خلال ثلاثة أيام.. ولم يبلغ بموعد النهائي إلا قبلها ب 48 ساعة ليطير بسرعة إلى جدة قبل فوات الموعد.. فهل كل هذا يتم مصادفة؟؟
لكن في القضية الأخيرة يوجد جزء من اللوم لإدارة الكرة في الهلال.. فطلب التأخير خطأ من أساسه.. ثم بعد تلكؤ اللجنة في توضيح قرارها.. كان المفروض التراجع سريعاً عن طلب التأخير وسحبه.. لتضطر اللجنة لتثبيت الموعد أو إجبارها على الافصاح سريعاً عن رأيها.. بدلاً من أن يفرض عليهم الأمر الواقع وفي الوقت الحرج..
لجنة منتصف الطريق!!
عادت اللجنة الفنية إلى إدخال نفسها في إشكالات هي في غنى عنه.. فهي اتخذت خطوة تصحيحية لقرار اللجنة السابقة التي رفضت احتجاج الهلال على لاعب النصر.. رغم صحة الاحتجاج وبالوثائق الرسمية.. لكن يبدو أن اللجنة «نفَسها قصير» فهي أصدرت «نصف القرار» .. فأوقفت اللاعب إلا أنها ثبتت نتيجة المباراة.. في قرار غريب غير مسبوق إلا في موسم 1407ه عندما أوقف لاعب القادسية التكروني.. وثبتت نتيجة المباراة «التعادل» وحرم الهلال من نقاط فقد على أثرها بطولة الدوري ذلك الموسم..
إن إيقاف اللاعب يدل على أن مشاركته لفريقه غير قانونية وغير نظامية.. فتكون النتيجة التي يحققها فريقه غير قانونية وبهذا تجيَّر للطرف الآخر.. وهو ما لم يحدث.. وكأن الهلال غير أهل لان يأخذ كل حقوقه.. أو «يمنون» عليه ويستكثرون منحه كامل حقوقه.
إذا كانت «اللجنة السابقة» رفضت احتجاج الهلال.. و «اللجنة الحالية» قبلت نصفه.. فهل ننتظر «لجنة قادمة » لتقبل النصف المتبقي.
إذا كانت اللجنة أصدرت «نصف القرار» لإرضاء الطرفين فهي لم تفلح في ذلك.. فحتى الطرف الآخر.. غضب من القرار كما هو متوقع ونقد اللجنة بتهكم، بل وأدخل «لعبة المراجيح»!.. وإن كان انتقاداً مردوداً ولا يعتد به.. لأن اللجنة المتهكم بها! هي من قبلت احتجاج النصر على الشباب وأوقفت اللاعب وجيَّرت النتيجة للنصر.. فلماذا عندما أوقف لاعب النصر أصبحت اللجنة «كخه»؟.. لماذا يقبلون الأنظمة إذا كانت لهم ويرفضونها إذا كانت عليهم؟
الطريف أن الصحفي محمد حدأة كتب ان اللجنة تعرضت لضغوط خارجية لتصدر قرارها هذا..ومع عدم اقتناعي بهذه التهمة.. إلا أنه «لو» حدث هذا فسيكون لاجبار اللجنة على إصدار مثل هذا «القرار الخديج» غير كامل النمو!.. والآن يا ترى ماذا سيكون موقف اللجنة أمام استئناف الهلال على القرار؟
هذه مشكلتي
يتميز الهلال حسب الواقع المحلي والعربي والقاري.. بعوامل جذب تجعله محل إغراء وحلم للرياضيين وخصوصاً اللاعبين في الانتساب إليه.. لذا استغل لاعبو الأندية طموح اللعب للهلال .. بالضغط على أنديتهم والتلويح بالورقة الزرقاء لتجديد عقودهم بمزايا إضافية أو التهديد بالانتقال للهلال.. حتى المحترفون الأجانب القادمون للمملكة يفصح الكثير منهم عن الإعجاب بالهلال والطموح باللعب له.
أحد الكتاب الطارئين على الرياضة اشتكى من أن كثيراً من اللاعبين المشهورين من الأجانب والمحليين الذين التحقوا بالهلال.. كان فريقه المبجل ينوي التعاقد معهم.. إلا أن الهلال وبكل بساطة وبرود.. يأخذهم وبأدنى عناء إلى صفوفه.
حسناً، ماذا يريد من الهلال أن يفعل؟ هل يريد منه أن يعتذر عن تميزه؟.. هل يعتذر عن أفضليته وتفوقه؟ هل يعتذر على أنه فريق له جاذبية تغري اللاعبين على خطب وده؟ فيكفي ان يؤشر للاعب ليأتي مهرولاً للنادي مرتمياً بأحضانه!!
لم يجدو عيباً في الورد فقالوا له «يا أحمر الخدين».. ان البحث عن الأفضل سجية بشرية.. فالآن لو خيرت لاعباً بين الوحدة والشباب لاختار الشباب فوراً.. لأن عوامل الجذب فيه تفوق الوحدة.. وهكذا أفضلية الهلال مع أي نادٍ محلي آخر.. وهذا ما يجعل اللاعبين أو المدربين يفضلون الهلال؟ وهذا ما يجعلهم يهربون من أنديتهم للهلال!. وهذا الأمر إذا كان يشكل للكاتب عقدة مزمنة أو مشكلة نفسية.. فأقترح عليه أن يكتب لبرنامج قديم في الإذاعة اسمه «هذه مشكلتي» للبحث عن حل.. هذا إذا كان البرنامج لا يزال مستمراً.. لأنني أخشى أن يكون اسم البرنامج تغير إلى «مشكلتك ما لها حل»!!
* ستتوقف الزاوية.. وتستأنف في 11 شوال بإذن الله.
salehs88@yahoo.com
|
|
|
|
|