أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th November,2001 العدد:10653الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

إلى معالي رئيس الهلال الأحمر
أهنئكم بوجود مثل هذا النموذج الإنساني
صاحب المعالي رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي
السلام عليكم ورحمة الله.
أثناء توجه عائلتي إلى الخرج انقلبت بهم السيارة بعد أن انفجر الإطار الخلفي الذي لم يمض على تركيبه «25» يوما .. رغم أن السيارة مزودة بتجهيزات خاصة لتفادي انقلاب السيارة عند انفجار الإطار!!!
وحين وصلني الخبر «طازجاً» عبر الهاتف الجوال.. انطلقت إلى موقع الحادث يتجاذبني الهلع والرجاء.. وحين شاهدت السيارة وقد غدا سافلها عاليها أيقنت أني قد رزئت بعائلتي .. فالسيارة مهشمة تماما مثل تهشم علب الصفيح رغم أنها كانت تحمل ملصقا بأنها مطابقة للمواصفات!!!. ووجدت أن الزجاج قد تحول إلى شظايا صغيرة متناثرة رغم أن من المفترض أن يكون متماسكاً وأن يكون كتلة واحدة.
ووجدت «أهل الخير» قد نقلوا أكثر عائلتي إلى مستشفى الملك خالد بالخرج .. ووجدت سيارة الهلال الأحمر قد وصلت وحملت أكبر أبنائي الذي كان يقود السيارة وكانت على وشك الانطلاق به.. وقد راعني أن الدماء غطت كامل ملابسه .. لكن طبيبا طمأنني على سلامته وأن الدماء من جروح صغيرة.
فيما بعد عرفت أنه من لطف اللّه بي وبعائلتي أن كان «فهد المسعود» متوجها إلى الخرج مع عائلته وأطفاله بسيارته الخاصة.
وحين شاهد «فهد المسعود» الحادث توقف عنده .. وترك عائلته وأطفاله في السيارة تحت أشعة الشمس اللاهبة. وتعامل «فهد المسعود» مع الحادث بكل إنسانية ومروءة وشهامة.
لم يكن «فهد المسعود» في مهمة عمل .. ولكنه كان في شأنه الخاص مع عائلته في سيارته الخاصة.. وفي يوم إجازة، وكان بإمكانه أن يواصل السير ولا يتوقف .. فالأمر لا يعنيه .. وليس عليه أدنى مسؤولية مهنية يمكن أن يحاسبه عليها أحد .. ولن يقول له أحد شيئا .. ولكنه توقف .. وتعامل مع حالة ابني بالذات بإحساس المسؤول .. وبضمير الأمانة المهنية وتعامل «ميدانيا» مع الوضع بروح إنسانية عالية.. فأعطى ابني الأدوية اللازمة من حقيبة الإسعاف التي يحملها .. وقام بإمداده بالسوائل وعالج انخفاض الضغط وعمل على وقف نزف الدماء.
وأمام الاندفاع الطيب لكثير من «الأجاويد» لقي الكثير من العنت والمشقة وهو يتوسل إليهم بأن يتركوا ابني .. وجاهد بشكل مستميت لكي يبقى ابني تحت ملاحظته إلى أن ينقل بسيارة الإسعاف.. وأعلن مسؤوليته عن حالته.
وكان ابني ينزف من جروح سطحية خارجية أسفل الفك يبدو أنها كانت من شظايا الزجاج وكانت في منطقة «أوردة وشرايين» ولن أن «فهد المسعود» طاوع الناس وسمح لهم بأن ينقلوا ابني لكان قد استمر في النزف وربما فقد دمه قبل أن يصل إلى المستشفى.
لقد تعامل «فهد المسعود» مع حالة ابني بكل مروءة وإنسانية ونبل .. وتابع حالته في المستشفى حيث التقيت به هناك وشرح لي كل شيء سبق أن ذكرته.
وأؤكد لمعاليكم واللّه وحده يشهد أني لو شاهدت «فهد المسعود» الآن لما عرفته لأني لم أعرفه من قبل .. وحين شاهدته في المستشفى كنت في حال لا تسمح لي بأن احتفظ بملامح وجهه.
واسمح لي يا سيدي بأن أهنئكم .. وأهنئ جمعية الهلال الأحمر السعودي بوجود مثل هذا النموذج الإنساني الراقي في كوادرها .. نموذج «فهد المسعود» الذي نشعر تجاهه بامتنان عظيم ليس له مدى .. فقد كان سببا بعد اللّه في حفظ حياة ابني ونجاته . ونسأل اللّه أن يتقبل منا ما دعونا جميعنا له به .ونسأل اللّه للجميع السلامة والعافية والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
منصور عبد الله العمرو

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved