| عزيزتـي الجزيرة
الأخ العزيز الدكتور محمد بن خالد الفاضل سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في جريدة «الجزيرة» مقالاً بقلمكم المترجم لمنبع واسع علمكم وغزارة أدبكم وجميل خلالكم، وكان من حسن حظي أن أحظى بذلك القريض الذي أهداه قلمكم الكريم لشخصي المجتهد الذي لا يرى في ذاته إلا التقصير فيما فعل، وأن كبر في عين الكرام أمثالكم.
أخي الكريم:
ما كنت أحسب أنني أستحق ما كتبت، لكنها سجايا الكرام أبت إلا أن تقول خيراً حتى للمقصر مثلي، وفضلكم الغزير ملاء إنائي وأبى إلا أن يفيض ليشمل زملائي في السفارة فما أجمله من واسع فضل من الدكتور الفاضل «وكل له من اسمه نصيب».
لقد كانت زيارتكم مع الأخ العزيز الدكتور محمد بن علي الصامل فرصة لي ولزملائي أن نرتشف من غزير علمكم، ونتحلى بروائع أدبياتكم، فكان مجلسكم إرواء لصادئ ظل يرفع ناظريه إلى السماء فإذا بالجون يمطر زلالاً ارتوت به روح طالما اشتاقت إلى عذوبته.
ولقد ظلت ذاكرتي تحمل في طياتها تلك القطوف اليانعة التي جنتها من ذلك البستان الوارف الظلال في تلك الليلة المشهودة التي تنقلنا بمعيتكم أثناءها بين أمهات الكتب، ودواوين الشعر، فقطفنا باقات من العلوم الدينية، والأدب، والشعر فكان ثراء قل نظيره مازال يتردد صداه لدي ولدى زملائي منسوبي السفارة.أشاطر سعادتكم نظرتكم الصائبة أن من التوفيق أن يرتدي المرء ذلك الرداء الذي «سداه حب الدين ولحمته حب الوطن»، جعلنا الله كذلك ليكون حلة جميلة المنظر مفيدة الجوهر وهذا الرداء الجميل يبز المرء به سواه في ذلك الميدان الواسع من التسابق حول جلب المنفعة، ودرء المفسدة عن الوطن والمواطن، والدفاع عن حياض الدين الذي كان سيظل نبراس المرء العامل في دنياه، مع رجائه الثواب من الباري عز وجل في أخراه.وكأني بحال الإسلام اليوم حال ابن زيدون وهو يقول:
أذؤوب هامت بلحمي
فانتهاش وانتهاس
كلهم يسأل عن حالي
وللذئب إعتساس
إن قسا الدهر فللماء
من الصخر انبجاس |
وأنا مستيقن أن ذلك الانبجاس يحتاج إلى معاول في طليعتها الحكمة، والعمل الدؤوب، والقدوة الحسنة، والإخلاص، والمرء في سعيه هذا يسعى ما وسعه السعي إلى استخدام تلك المعاول أحسن استخدام وما التوفيق إلا بالله.أكرر شكري لسعادتكم على مشاعركم راجياً أن أكون عند حسن الظن بي، وتحياتي إلى الأخ العزيز الدكتور محمد بن علي الصامل.ولكم أطيب تحياتي،،،
أخوكم
د. محمد بن عبدالرحمن البشر
|
|
|
|
|