| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس التحرير.. تحية طيبة
لقد سُرَّ الجميع لذلك اللقاء الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني مع رجال التربية والتعليم حيث ساد أجواءه أسلوب المصارحة والمكاشفة كعادة سموه التي تميز بها حفظه الله .
حيث تحدث عن الأحداث التي يمر بها العالم اليوم مطلعاً الحضور على الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس الأمريكي عبر المحادثة الهاتفية شارحاً وجهة نظر المملكة ومواقفها المعهودة والتي لا يمكن أن تتزحزح يوماً من الأيام وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ثم أكد في نهاية كلمته كعادته أنه «لا مساومة ولا أخذ ولا عطاء في الدين والوطن» ثم أفسح المجال للحضور لمن لديه كلمة أو سؤالاً.
حيث تسابق الجميع بالإشادة بمضامين تلك الكلمة الوافية والشاملة والتي صدرت كلماتها من قلب صادق مخلص مؤمن بالله عز وجل والتي تؤكدها الأفعال قبل الأقوال. ثم أجاب على أحد الأسئلة وقال عبارة لا تصدر إلا من أندر الزعماء والقادة الذين استشعروا عظيم الأمانة أمام الله سبحانه وتعالى ثم لمن تحت أيديهم من الرعية حيث قال «وما أنا إلا خادم للشعب».
عبارة والله تكتب بماء من ذهب وتُسطَّر بأحرف من نور وتوضع في قلب مكتب كل مسؤول سواء كان كبيرا أو صغيراً إنه قمة التواضع والبعد عن الكبرياء والتعالي، فكم تبرهن المشاهد والمواقف المؤثرة التي نشاهدها ابان استقباله لجموع غفيرة من المواطنين سواء في مكتبه أو قصره. فترى فيهم الغني والفقير والمواطن والمقيم والكبير والصغير، ولم يتوقف الأمر عند الاستقبال فقط. بل نشاهده يساعد شيخاً طاعناً في السن في جلوسه وقيامه وعلى مقربة من سموه لا يفصل بينهما حاجز أو مانع يناول ما بيد الشيخ من ورقة أو معروض ثم يستمع لشكواه أو مطلبه مهدئاً ومطمئناً بحل قضيته.. ومن المشاهد المؤثرة المفرحة أيضاً أنه طلب كوباً من الماء ليمده بيده الكريمة لذلك الشيخ الكبير وتشاهده يستقبل شاباً يجلس لوحده ويمازحه سموه ويستمع لشكواه بل الأطفال كان لهم نصيب من مجلسه يداعبهم ويقبلهم. حتى المقيم كان له شرف المقابلة بسموه يعامله كما لو كان أحد المواطنين بدون تمييز أو تفريق.
فالجموع مختلفة والمطالب متعددة والمشاكل متنوعة منهم من يطلب تفريج كربة والآخر يشتكي مسؤولاً أو إدارة هضمت حقه والثالث يطلب علاجاً وسموه يستمع إليها بإنصات ويصغي لكل كبيرة وصغيرة.
إنها مشاهد مؤثرة وصور معبرة عن قمة التواضع والأريحية التي يتمتع بها حفظه الله إنه الأمير الذي عرف عظم الأمانة والمسؤول الذي أدرك قيمة المسؤولية وعلى رغم مشاغله الداخلية والخارجية لم تمنعه من الالتقاء بأبنائه المواطنين اسبوعياً سواء في مكتبه أو قصره.. الله أكبر كم نحن بحاجة ماسة أن يقتبس بعض المسؤولين في الوزارات أو الإدارات بنهج سمو ولي العهد في روعة الاستقبال وحسن التعامل والاستماع لمشاكل المواطنين ومعاناتهم. أقولها ناصحاً من القلب أن يقتدي المسؤولون بأسلوب ولي العهد بتعامله ومعاملته للمواطنين وأن يقتبسوا من أخلاقه وتواضعه ورحابة صدره وبشاشة وجهه.
إن مجالس سمو ولي العهد لها من الخصوصيات والمميزات التي لا يوجد لها مثيل في الأقطار والأمصار حتى في دول التقدم والتحضر ودعاة الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان. هذه كلمات وفاء وثناء يسطرها قلمي تعبيرا عما يجيش بها قلبي تجاه شخصية قيادية فريدة في هذا العصر إنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله في عمره ومتعه بالعافية وألبسه تاج الصحة والسلامة، وجعله لنا ذخراً وملاذاً بعد الله سبحانه وتعالى.
وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
|
|
|
|
|