أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th November,2001 العدد:10653الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رمضان 1422

مقالات في المناسبة

عشرون عاماً في نتائجها قرون
عبدالعزيز بن محمد آل غزّي
لو تحدثت عن الجزيرة العربية المملكة العربية السعودية في جانبيها المرغوب وضده، قبل التوحيد، لطال الحديث، وما ألجم السوء فيها حتى بدأ التأسيس عام 1319ه، إذ أخذ الأمن يسري في النفوس، وينتشر في الأرض، واستتم خيرها واستقام أمرها يوم التوحيد، فاستمر الخير غير منقطع، منذ أرسى المؤسس القواعد، وأقام البناء وكل زمن له ما يماثله، وما يتفق ومتطلباته، فانتقل المؤسس إلى رحمة الله بما نرجو، والناس في خير كثير، ورأس ذلك الأمن، وتسلّم السفينة ابنه الملك سعود، فكان حاباً محبوباً، ذا عاطفة جيّاشة لشعبه وأمته، وكان حريصاً على تحقيق الخير لهم فبذل وأعطى وعمل، ولكل حاكم مميزاته، وشاء الله ولكل أجل كتاب، فتسلّم القيادة أخوه وولي عهده الملك فيصل، وكلا الملكين شاركا والدهما فترة من التأسيس والتوحيد، فسار فيصل سيرته المحمودة وبقيت البلاد تتقدم بخطى ثابتة، وسياسة حازمة، وخطط شاملة، ثم انتقل إلى جوار ربه، فتسلّم الأمر ولي عهده أخوه الملك خالد، وهو البار التقي، فنهج سيرة من قبله وكلهم إلى الخير يسير فأكمل ما بدئ، وابتدأ بما لم يبدأ، وتدفقت الخيرات زمنه وبدأت المملكة نهضتها الشاملة، وكان ولي عهده وعضده أخاه الملك فهد بن عبدالعزيز، صاحب المواقف المشهورة، فسار الأمر منتظماً والخير متدفقاً، وانتقل الملك خالد إلى جوار الكريم والبلاد إلى تقدم، فتسلّم المهمة، وقاد الأمة رجل المدلهمة فهد بن عبدالعزيز، وتلقب بخادم الحرمين الشريفين لما يجد في ذلك اللقب من خاصية الخدمة للحرمين الشريفين، ولما يتوق إليه من قيام بحقيهما، وحقوق قاصديهما، من أصقاع الأرض، ويطول الحديث ولا يلم بل لا يفي بالغرض، لو ذهبت أعدد وأفصّل، إلا ان عهد الملك فهد تميز بمميزات كثيرة، إقليمية، ودولية من حروب واضطراب في الأمم، مجاورة وغير مجاورة، ومن تغيّر في الخرائط الأممية، والسياسات الدولية، ومنها ما كان ثقله على المملكة العربية السعودية، وهي العضو الفاعل خيراً، فرست بسياستها الحكيمة، وبخطاها الثابتة، وبمنهجها المستقيم، فاجتازت العقبات، ونجت من التموجات، فأمن بها المجاور، واستأمن بها المستجير، فكانت بفضل الله تقيس كل أمر بآلته، وتسبره بمسبره، وتستعد له بعدته في جانب ما يخشى، وجانب ما يرجى، فأمنت العثار، ونجحت في الاختبار، وبقيت وكما هي وجهة المصلين، وكعبة المسلمين، فهي كذلك مقصد القاصدين، خيرها وكما هو في الخصوص، فهو إلى العموم، دعوة إلى الله، ونشراً لدينه، وإقامة لبيوته، وبذلا للخير في شتى صوره، وسعيا للبر في أصقاع المعمورة، من نصرة للمظلوم، ودفاع عن الحقوق، وإغاثة للمستغيث، وعون للمستعين، كل هذا تحقق بنعمة الله، إلى جانب ما كانت تعيشه أمام وفي خضم تلك النوازل، وما تقوم به تجاه واجبها الخاص، حتى غدت مضرب المثل في التنمية محليا وفي البذل والعطاء خارجيا مما أكسبها احترام العالم أجمع بما فيهم العدو، وعلى كره منه في ذلك، وما كان لهذا أن يتحقق لولا النهج القويم، والسياسة الرشيدة، وحكمة القرار، من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ونائبه الثاني وإخوته الكرام، وفي هذه المناسبة الكريمة، والتي لو جئت أتحدث عنها بما أنجز نسبة إلى سنيها العشرين قصراً منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم لقيل إنها قرون لضخامة ما أنجز خلالها محليا وعربيا وإسلاميا ودوليا، اختصرتها هذه المسيرة المباركة في سنيها القليلة جداً من عمر الزمن نسبة الى عظم ما أنجز قياسا بالمجاور والمماثل، وما استجد خلال هذه الفترة، تقعيداً، وتجديداً، وتنظيماً، وتخطيطاً، وتنفيذاً، وكيف تلم بها مقالة من خلال جريدة، أو كتاب لا يقوم بسلسلة من الكتب على جهود متظافرة، بمواضيعها وتخصصاتها، وإنه وبهذه المناسبة العزيزة فقد جاءت هذه المقدمة توطئة لهذه القصيدة التي يصح حقاً أن يقال عنها الصامتة أمام ما تحدثت هي عنه، وكيف لا؟! والأقوال لا تفي بلاغة وبياناً بالأفعال، ولكن حسبي منها عنوانها (وكفى بأفعال الكرام مترجماً).


لو ينطق الحرمان أو يستنطق
هذا الوجود لقال وهو الأصدق
ما كان مثلك والزمان صحيفة
طلب العلا إلا وأنت الأسبق
ينبيك عما قلته مستخبراً
آفاقها وجهاتها والمشرق
وإذا تحدثت الفعال توقفت
لغة البيان فعز منها المنطق
ومن المحال بلوغ ما يهوى امرؤ
إلا لما تهوى فأنت موفق
ملك تميّز في الملوك مناقباً
أفعاله تبقى به تتألق
ما كان في طول البلاد وعرضها
من موقع إلا بحمدك يعبق
قول تؤكده الحقائق ماثلاً
لا بالنفاق ومنطق يستحمق
فلك له الأفلاك تعظم قدره
ما ضره من قام حمقاً ينعق
زر، أي قطر تلق سيب نواله
من بذله مما يسرك يورق
من أينما حدثت عن أفضاله
تبقى شموساً في الفضائل تشرق
وإذا تأزمت النوازل لم يزل
يرسو لها والشرفيها محدق
ويجيل فيها رأيه متمرساً
حتى يعود أمانها يتحقق
ولقد أفضت، وما يفيض ككفه
ودق السحاب ولا كفيضك يغدق
عشرون عاماً، أو قرون خلدت
تلك المآثر؟! والحديث يشوّق
وإذا أخل بعهده مستوثق
فلأنت أوفى من يقول وأوثق
وكفى بأفعال الكرام مترجماً
عما نقول حقائقاً تتفتق
ما قلت قولاً أو سكت فحكمة
ملكت عليك مواهباً تتدفق
فإذا صمت فأنت أهيب صامت
وإذا نطقت ملكت من يتشدق
تسعى إلى الإصلاح سعياً صادقاً
وتميتها فتناً تخيف وتحرق
سحّت أياديك المكارم ثرّة
ما جاد فيها مثل جودك جلّق
كم من شعوب قد تعاورها البلى
لولاك بعد الله كادت تغرق
لك في نفوس القوم أعظم منزل
قامت تحف به القلوب وتخفق
دم راعياً في الله مرعيَّ الحمى
بالله ثم بك المنى يتعلق



أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved