لو ينطق الحرمان أو يستنطق
هذا الوجود لقال وهو الأصدق
ما كان مثلك والزمان صحيفة
طلب العلا إلا وأنت الأسبق
ينبيك عما قلته مستخبراً
آفاقها وجهاتها والمشرق
وإذا تحدثت الفعال توقفت
لغة البيان فعز منها المنطق
ومن المحال بلوغ ما يهوى امرؤ
إلا لما تهوى فأنت موفق
ملك تميّز في الملوك مناقباً
أفعاله تبقى به تتألق
ما كان في طول البلاد وعرضها
من موقع إلا بحمدك يعبق
قول تؤكده الحقائق ماثلاً
لا بالنفاق ومنطق يستحمق
فلك له الأفلاك تعظم قدره
ما ضره من قام حمقاً ينعق
زر، أي قطر تلق سيب نواله
من بذله مما يسرك يورق
من أينما حدثت عن أفضاله
تبقى شموساً في الفضائل تشرق
وإذا تأزمت النوازل لم يزل
يرسو لها والشرفيها محدق
ويجيل فيها رأيه متمرساً
حتى يعود أمانها يتحقق
ولقد أفضت، وما يفيض ككفه
ودق السحاب ولا كفيضك يغدق
عشرون عاماً، أو قرون خلدت
تلك المآثر؟! والحديث يشوّق
وإذا أخل بعهده مستوثق
فلأنت أوفى من يقول وأوثق
وكفى بأفعال الكرام مترجماً
عما نقول حقائقاً تتفتق
ما قلت قولاً أو سكت فحكمة
ملكت عليك مواهباً تتدفق
فإذا صمت فأنت أهيب صامت
وإذا نطقت ملكت من يتشدق
تسعى إلى الإصلاح سعياً صادقاً
وتميتها فتناً تخيف وتحرق
سحّت أياديك المكارم ثرّة
ما جاد فيها مثل جودك جلّق
كم من شعوب قد تعاورها البلى
لولاك بعد الله كادت تغرق
لك في نفوس القوم أعظم منزل
قامت تحف به القلوب وتخفق
دم راعياً في الله مرعيَّ الحمى
بالله ثم بك المنى يتعلق