| الاولــى
*
* بون إسلام أباد الوكالات:
طغى على المشهد الأفغاني على غير العادة التحرك السياسي المتمثل في مؤتمر بون الذي بدأ أمس وتعهد المشاركون فيه بالتوصل لتشكيل حكومة انتقالية خلال ثلاثة أيام وغابت عن هذا المشهد التطورات العسكرية المثيرة وسط تقهقر جديد لطالبان عن مدينة قريبة من حدود باكستان وإخماد تمرد الأسرى قرب مزار الشريف وهو أمر شاركت فيه طائرات أمريكية لتحالف الشمال في القضاء على التمرد.
وأعلن أحد أعضاء وفد تحالف الشمال إلى مؤتمر بون الذي افتتح أعماله أمس الثلاثاء برعاية الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس ان التحالف يراهن على التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية في أفغانستان «في الأيام الثلاثة المقبلة».
وقال الموفد حسين انوري على هامش حفل افتتاح المؤتمر في بيترسبرغ، مقر الضيافة الألماني المطل على نهر الراين قبالة بون: «ننتظر التوصل إلى اتفاق في الأيام الثلاثة المقبلة على سلطة انتقالية».
وأضاف انوري قائد فصيل حركة الإسلام الشيعية «سنكون في كابول في غضون ثلاثة أيام وسنبدأ بالعمل».
لكنه رفض أي فكرة بحث نشر قوة متعددة الجنسيات لإعادة الأمن إلى أفغانستان.
وقال «لسنا بحاجة إلى ذلك».
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أمس الاول ان قوة متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة ستكون الخيار «الأكثر قابلية للاستمرار» من أجل ضمان الأمن في أفغانستان.
كما أعربت إيران أمس الثلاثاء عن معارضتها لفكرة انتشار قوة متعددة الجنسيات بتفويض من الأمم المتحدة في أفغانستان معتبرة ان مثل هذه القوة تنتهك «وحدة هذا البلد» أعلن ذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية .
ونقلت الإذاعة الإيرانية عنه قوله إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض انتشار قوات أجنبية في أفغانستان بذريعة ضمان الأمن وتعتبر انها (هذه القوة) تنتهك وحدة الأراضي الأفغانية كما ستزيد الوضع تعقيدا».
وأضاف المتحدث ان انتشار قوات أجنبية في أفغانستان «سيعوق أيضا عودة الهدوء والسلام إلى هذا البلد».
وفيما يتصل بالتطورات العسكرية ذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أمس الثلاثاء أن مقاتلي طالبان في بلدة سبين بولداك على الحدود مع باكستان، يفاوضون مع زعماء قبائل محلية لتسليم البلدة، وسبين بولداك مقطوعة عن قندهار، المعقل الروحي لحركة طالبان، منذ إنزال قوات تابعة لمشاة البحرية الأمريكية على بعد حوالي 20 كيلو مترا جنوب شرق آخر معاقل الحركة يوم الاثنين .
وقالت الوكالة إن رجال طالبان المسيطرين على سبين بولداك يتفاوضون مع زعماء قبيلتي نورزاي وأشاكزاي ويطلبون منهم تشكيل إدارة جديدة تضمن عدم وقوع عمليات نهب وإراقة دماء بعد تسليم البلدة، ولا تزال الطريق بين سبين بولداك وقندهار مغلقة.
إلى ذلك أفاد مراسلو وكالة فرانس برس ان تبادل الرمايات استمر صباح أمس الثلاثاء في حصن قلعة جانجي القريب من مدينة مزار الشريف شمال أفغانستان حيث يحتمي ويقاوم مقاتلون أجانب موالون لحركة طالبان بعد ان تمردوا على آسريهم.
وكان متحدث باسم تحالف الشمال، الجنرال عطا محمد أكد لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان قوات التحالف استعادت الحصن عند الثالثة فجر أمس وان التمرد في الحصن قد انتهى.
لكن أصوات الانفجارات والرمايات كانت تسمع قبل ظهر أمس ولو بوتيرة أقل داخل وحول الحصن كما أعلن الجنرال سيد نور الله من تحالف الشمال الذي قال «ما زال هناك قليل من رجال الطالبان في الحصن».
وتم إخراج عدد من جثث جنود التحالف من الحصن منذ الصباح.
ويشارك في المعارك لإخراج مقاتلي طالبان من الحصن جنود أمريكيون وبريطانيون.
ويقاوم الأجانب الذين كانوا أسرى وتمردوا من داخل الحصن منذ 48 ساعة.
وكانوا استسلموا في قندز آخر معقل لطالبان في الشمال قبل ان يجري نقلهم إلى الحصن، وقتل منهم حتى الآن 300 إلى 400 رجل وفق مصادر التحالف.
وكانت طائرات أمريكية قاذفة من نوع ايه سي 130 قصفت ليلا مواقع المقاتلين الأجانب المتحصنين في القلعة.
ويقع الحصن قرب منطقة جبلية وعرة تخضع للجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم الذي يحكم سيطرته على مزار الشريف.
|
|
|
|
|