أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th November,2001 العدد:10653الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رمضان 1422

متابعة

سكان المدينة يتذكرون الأمن في ظل طالبان بعد تزايد النهب وانهيار القانون
سرقة منازل العرب في جلال أباد ومقتل واحد منهم حاول الدفاع عن ممتلكاته
* إسلام أباد بقلم صداقات جان د ب أ:
بالنسبة للكثيرين من سكان مدينة جلال أباد الحدودية الواقعة شرق أفغانستان كان انسحاب ميليشيات طالبان مؤخرا من المدينة بمثابة فقدان غطاء أمني وبالذات بالنسبة للمقيمين العرب في المدينة الذين هم في الأساس أنصار لطالبان، وما يظهر جليا للعيان هو أن الناس يشعرون بعدم الأمان.
وكانت مليشيات طالبان المتشددة قد بدأت في التهاوي فجأة في الاسبوع الماضي، حيث انسحبت من كابول والمناطق الشرقية من البلاد بعد أن كانت قد تخلت في وقت سابق عن معظم مناطق شمال أفغانستان لصالح قوات التحالف الشمالي المدعومة أمريكيا، وقعت السلطة في يد الزعماء العسكريين السابقين الذين حاربوا القوات السوفيتية في الثمانينات مع انسحاب طالبان إلى أقاليم زابول وهيلماند واوروزجون وقندهارالواقعة جنوب أفغانستان، ويسيطر إسماعيل خان على حيرات الواقعة غرب قندهار، وتهيمن قوات الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم على مزار الشريف في الشمال فيما يتولى الطاجيك أمر كابول في الوسط، ويسيطر الباشتون المنافسون على جلال أباد، وفيما تتوارد الأنباء عن عمليات النهب، يشكو الأفغان من انهيار القانون والنظام، وأسر أحد أصحاب المحلات في جلال أباد إلى صحفي باكستاني قائلا إنه في ظل حكم طالبان «كنت أترك محلي هكذا (مفتوحا) دون خوف عليه من أي أحد».
ويقول تاجر آخر إن حارس محله أعاد إليه مفاتيح المحل قائلا ليس بمقدوره القيام بعمله في ظل هؤلاء «القادة».
ويقول صاحب معرض للسيارات إنه نقل سياراته إلى أماكن أكثر أمانا بسبب المخاوف الأمنية في جلال أباد.
وقد تم نهب منازل العرب الذين فروا مع طالبان، وقتل عربي حاول الدفاع عن منزله من اللصوص على يد رجال تحت قيادة حليم شاه أحد حلفاء القائد العسكري البارز حضرت علي.
وفي مقر المدينة، يسيطر على مقر الحاكم الحاج علي حاكم نانجارهار، ثمة منافس آخر على المنصب، إنه القائد حاج زاماني الذي نصب قائدا للحامية العسكرية لنانجارهار، وهو يستند على الحامية العسكرية لجلال أباد والتي تتمركز في ضواحي المدينة، ونقاط التفتيش التي يديرها القادة الرئيسون الثلاثة الذين يسيطرون على المدينة تتوزع على الطريق من الحدود الباكستانية.
ويقول أهالي المدينة إنه لا توجد حوادث سلب على الطرق في الاقليم، بيد أنه في حادث يعيد إلى الأذهان ما كان يقع في التسعينات، قتل أربعة صحفيين في الاسبوع الماضي على الطريق إلى كابول على بعد 55 كيلو مترا غرب المدينة، وتعرضت مكاتب برنامج الغذاء العالمي في مزار الشريف للنهب، كما شهدت كابول أيضا وقوع حوادث سرقة فور انسحاب طالبان، حيث تم السطو على مكاتب الأمم المتحدة في جلال أباد ونهب ما بها من أجهزة كمبيوتر ومعدات أخرى، ويعلق رجل يعتريه القلق من انهيار السلام والأمن «لقد وقعت السلطة في قبضة لصوص»، ولأن قادة الأفغان كانت لهم فصائلهم ومخططاتهم الخاصة إبان الحملة ضد الاتحاد السوفيتي، فإنهم أداروا أسلحتهم ضد بعضهم البعض عندما انسحبت موسكو من أفغانستان عام 1989، مخلفة فراغا رهيبا في السلطة، ويتردد أن 50 ألف شخص قتلوا في كابول وحدها عندما تحاربت الفصائل التي تشكل التحالف الشمالي الآن من أجل السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد، وعندما سيطرت طالبان عام 1996، اتحدت هذه الفصائل المعارضة فجأة ضد الميليشيات المتشددة التي جردتها من السلطة، بيد أن التحالف الشمالي دانت له السيطرة في شمال البلاد فقط، وتزعم طالبان لنفسها الفضل في توحيد أفغانستان ونشر السلام تحت قيادة سلطة مركزية مقرها قندهار، مسقط رأس زعيمها الملا محمد عمر وهو أمر يبدو أن الحكام الجدد في أفغانستان قد لا ينجحون في محاكاته.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved