أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th November,2001 العدد:10653الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رمضان 1422

مقـالات

البوارح
أنظمة المرور
د. دلال بنت مخلد الحربي
كان كاريكاتير الجزيرة في العدد (10626) الصادر يوم الخميس 16 شعبان 1422ه والذي يعده الفنان هاجد معبراً عن مشكلة نواجهها كل يوم وننتظر لها الحلول، ولكن دون أن نلمس كفاية الحلول وحسمها لما ينتج عن تلك المشاكل المروريةمن خسائر في الارواح والممتلكات، فقد ألمح كاريكاتير هاجد الذي نشر في «الجزيرة» الى ان المرور اكتفى بقضية ربط الحزام وركز عليها وجعلها قضيته الاساسية وهو ما نلحظه، فالجنود الذين يتناثرون في الشوارع يبحثون عمَّن يربط الحزام أو من لا يربطه والحملات الى فترة قريبة كانت حول هذا الموضوع في حين اسقطت المشاكل الكبرى والتي تمس حياة الانسان البريء من الاهتمام.
إنني كامرأة، أراقب الموقف وأشعر فيه في أحيان كثيرة، لأن جلوسي في مقعد خلفي مثلا وانشغال ذهني بحركة السير حولي تجعلني أقف على ظواهر كثيرة أعجب من استمرارها، فهي باقية من سنين طويلة ومستمرة الى اليوم، ولم أشعر بأي شيء أدى الى تقليصها أو الى الحد منها، من ذلك قطع الاشارة امام مرأى رجل المرور أحياناً أو الانطلاق بسرعة جنونية في شوارع عامة داخل المدينة أو الانتقال من مسار في أقصى اليمين الى مسار في أقصى اليسار أو الخروج الخاطىء من أمام الاشارات أو التلاعب بالسيارات من قِبل الشباب أو غيرهم في الطرقات الرئيسة مما يسبب الازعاج والارتباك بين السائقين الآخرين. إلى غير ذلك من مخالفات كثيرة توضحها رمزياً القائمة التي رسمها هاجد في لوحته المعبرة في خضم الأخطاء الكثيرة كأن الشيء الصحيح الوحيد هو الحملة على ربط الحزام والتشديد عليه.
إنني لا ألوم المرور هنا ولكن أعرف أنه الجهة التي يمكنها أن تؤدي الجانب الفاعل لتنظيم حركة السير وضبطها والسيطرة عليها.
وأعرف ان هناك دراسات واجتماعات تتوالى من أجل تحسين وضع المرور في مدينة الرياض وهي التي أتحدث عنها إلا أنني أتعجب وأنا أرى هذه الكثرة من المخالفات العجيبة التي تقع امام الانظار دون خوف أو وجل من مرتكبيها.
ولا شك ان الفعل هو المطلوب من قبل المرور وليس التنظير والإخبار عن الاجتماعات والمقترحات والتلويح بالعقوبات الصارمة الى غير ذلك.
. كما أن العقوبات التي يلوح بها لم تعد مجدية، لأن من اعتاد على دخول الحجز مرة لن يخيفه أو يردعه مرات ومرات ومن يقدر على دفع غرامة سيجد أن الأمر غاية في السهولة عندما يقع في الخطأ مرة أخرى ويرتكب مخالفة، فإذا كان الحجز والغرامة غير مجديين الى اليوم فلا بد من البحث عن روادع أخرى أو سبل أخرى تساعد على ارتقاء السلوك الإنساني وتعين المرور على تطبيق الجزاءات المناسبة.
وليعذرني الإخوة في ادارة المرور، فما نشهده يومياً في الشوارع هو ما يجعل مثلي تفكر في أن التطوير الذي جرى الحديث عنه كثيراً لم يصل الى المرور حتى الآن.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved