| مقـالات
والنفس الطيبة في هذا الشهر ترجع إلى جذورها.. وتبدأ في نفض غبار الزيغ والضلال عن صاحبها.. وتجود النفوس في هذا الشهر بغير ما تجود به في غيره من الشهور.. ويحس الإنسان بأن دافعاً كريماً يدفعه إلى المسابقة في هذا الميدان.. وهو ميدان الانفاق.. حتى من كان شحيحاً أو بخيلاً تجده تتحرك حواسه الإيمانية في هذا الشهر الكريم.. وماذاك إلا لطف الله بعباده. وحبه لئن يسلكوا السلوك السليم المحبب إليه.. وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل شيء صدقة.. وفيها خير كثير فقال صلى الله عليه وسلم..: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وقال صلى الله عليه وسلم لأم بجير «إن لم تجدي شيئاً تعطيه إياه يقصد المسكين إلا ظلفاً محرَّقا فادفعيه إليه في يده» وأعطت عائشة رضي الله عنها سائلاً حبة عنب.. كانت في يدها.. وقالت إن فيها لذرا كثيرا.. تعني قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره) ولذلك يجب ألا يحتقر المسلم من المعروف ولو شيئا قليلاً.. فإن الحساب يوم القيامة يكون حتى على الذرة التي لا ترى.. قال تعالى: (وإن كان مثقال ذرة من خردل أتينا بها.. وكفى بنا حاسبين) والصدقة كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم تطفئ غضب الرب.. وكم نحن بني آدم نغضب ربنا وهو يحلم علينا سبحان .. هأفلا نحاول أن نسعى لاطفاء غضبه.. بما هو متوفر عندنا من خير هو أصلا من عنده سبحانه، ومن المعروف ان أفضل الصدقة سقي الماء ولذلك فإننا ولله الحمد في بلادنا المسلمة نشاهد الكثير من أهل البيوت يضعون برادات عند أبوابهم وعند المساجد، وفي ذلك خير كثير وفضل كبير هو رمضان يهذب ويؤدب ويجب استغلاله للتطهر من أوران الشهور الماضية.. وهناك التبسم في وجه أخيك المسلم فإنه صدقة، وهل هذا يأخذ منا شيئا إن الإسلام بآدابه وأخلاقه كل خير للمسلم الصادق.. حتى أدق الأعمال فيها خير وبركة.. حتى إماطة الحجر والشوك عن الطريق صدقة.. وتعليمك الآية من كتاب الله لأخيك صدقة.. أي أن المعروف بأشكاله وأحجامه كله صدقة مهما عظم أو صغر أو قل.. وهذا من روعة هذا الدين وآدابه، وفي هذا الشهر تتوب النفوس إلى بارئها وتخفق القلوب إلى مكونها ومن ماتت حواسه فإن حظه ردىء فليحاسب نفسه وليراجع شريط حياته فإن رمضان هو محطة العلاج المفيد..
والله ولي الصالحين.
|
|
|
|
|