| مقـالات
يشن الغرب عامة والصحف الأمريكية خاصة حملة تخبط خبط عشواء على العرب والمسلمين، وبخاصة المملكة العربية السعودية، فبعض عناصر الحملة يقلل من شأن الحضارة الاسلامية، والبعض الآخر يخص المملكة بأنها مصدر الإرهاب، وقد أعلنت المملكة في أكثر من مناسبة بأنها تعارض الإرهاب ، وقد تحدث صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز عن موضوع الإرهاب، وأن المملكة تعارضه في صوره المختلفة، ومنها اختطاف الطائرات والتفجيرات العشوائية والاغتيالات. وبينت المملكة على ألسنة كبار علمائها بعد أحداث 11 سبتمبر أن الارهاب ليس من الإسلام في شيء، فالاسلام لا يجيز ما حدث في أمريكا، بل ينكره وينأى عنه، وإذا كانت الصهيونية تستغل كل صغيرة وكبيرة لتنفير المجتمع الغربي من الإسلام وأهله فإنها وجدت في الأحداث الأخيرة تربة صالحة لتصوير الإسلام بالمخيف والخطر على الحضارة الغربية وبما ان صفاء الإسلام ونقاءه ومقدساته في المملكة العربية السعودية فقد صبت الصحف الأمريكية غضبها على هذه البلاد وأهلها، لا لشيء ملموس، وإنما كان ذلك بسبب مناصرة المملكة لحقوق العرب في فلسطين، وحقوق المسلمين في كل مكان، فالمملكة هي صاحبة المواقف الثابتة التي لاتتغير، فدعمها في المحافل الدولية معروف، ودعمها بالمال مشاهد، في هيئة مراكز اسلامية، ومساجد، ومدارس تحفيظ القرآن.
وإذا كانت الأصوات الشعوبية الحديثة قد جاءتنا من أوروبا وأمريكا فإن هناك أصواتا شعوبية قديمة، قد ظهرت في أوروبا في أواخر حكم العرب للأندلس، فقد برزت فئة من المولدين والصقالبة في الثقافة العربية الإسلامية، واستغلت بروزها ذاك في التقليل من شأن العرب والمسلمين، مع أن أولئك من المسلمين، وإن كانت أصولهم أوروبية، وتتعاضد تلك الأصوات مع أصوات في المشرق العربي تخصصت في إبراز مثالب العرب والمسلمين، وتتميز شعوبية المشرق بالزندقة والبعد عن الإسلام، أما شعوبية الأندلس فقد خرجت من ثوب إسلامي، ولكن المتتبع لكتابات الشعوبيين يلحظ اتفاقها على اقتناص الشبهات، فالهدف الغض من شأن العرب، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم منهم، فإذا قرأنا رسالة ابن غرسيه الأندلسي، ذي الأصل الأوروبية، تبين لنا حرصه الشديد على تنفير المجتمع الاندلسي من الاسلام وأهله، وبما أن الهيمنة للعرب فهو يقلل من شأنهم في وصف لم يدع فيه نقيصة إلا ويلحقها بالعرب، ولم يدع فضيلة إلا ويلحقها بالشعوب التي انتصر عليها العرب والمسلمون، ومع أن ابن غرسية في الأندلس فهو ينتصر للمغلوبين في المشرق، وان كانوا قد دخلوا في الإسلام، ورضوا به ديناً، إن رسالة ابن غرسية تثبت لنا أن حقد الشعوب الأخرى على الإسلام وحماته من العرب موجود، فإذا وجد من يعبر عن ذلك الحقد برز وظهر ما كمن في النفوس، وأسوق هنا مقاطع من تلك الرسالة التي تصف العرب بأنهم أصحاب الإبل الجرب والشويهات والبهم والمعز، يقول ابن غرسية: «ذوي أينق جرب، رعاة شويهات وبهم ومعز»
ويذم العرب بأن أكلهم الهبيد وسكنهم في البيد وأنهم يأكلون الضب والحية نجد ذلك في قوله: «لا زهيد الهبيد في البيد ولا مكون الوكون» ويغض ابن غرسية من أنساب العرب، ويقول إن أم العرب أمة، يعرض ذلك في قوله: «أمكم لأمنا كانت أمة، إن تنكروا ذاك تلفوا ظلمة» ومن المعروف أن العرب يفتخرون بالأنساب، بل يعدونها في مقدمة ما يُفْتَخر به، قبل الحسب والكرم والشجاعة، ويقول ابن غرسية إنكم أيها العرب في جاهليتكم أتباع الفرس والروم، فقد تفضلوا عليكم بتلك الممالك، فليس لكم فضل فيها، يقول: «والكرام بنو الأصفر الأطهر الأظهر عطفتهم عليكم الرحم الابراهيمية، والعمومة الاسماعيلية، فسمحوا لكم من الشام بأقصى مكان، بعد ما كان من سيل العرم ما كان، يؤدي نعمانكم وغسانكم لقروم الأعاجم الإتاوة على الجماجم، مهلاً بني الإماء عن الغمز والإماء» ثم يقول «أما نحن فمن أهل التثليث وعبادة الصلبان، وأنتم من أهل الدين المليث وعبادة الأوثان» يشير بذلك الى دين العرب في الجاهلية.
هذا الهجوم جاء من ابن غرسية الأوروبي أمس فلا نستكثر هجوم أحفاده اليوم.
|
|
|
|
|