|
| العالم اليوم
قبل الحديث عن نجاح مؤتمر بون الذي يطلق عليه (محادثات حول أفغانستان) قبل الحديث عن نجاح هذه المحادثات ينحصر الحديث حتى عشية بدئها عن امكانية عقد اجتماعات ممثلي الجماعات الافغانية، وهل ينجح الذين وصلوا الى بون فعلا في التفاهم حول الحد الادنى الذي يمكن للسفير الاخضر الابراهيمي «مهندس اعادة تأهيل افغانستان» أن يبني مع من اختارهم بحكم الامر الواقع.. واقع الحرب التي لم تنته في افغانستان.. وواقع المرضي عنهم من قبل امريكا.. وواقع من يعطون صفة قريبة للتمثيل الافغاني.
نقول هل يمكن لمهندس اعادة التأهيل.. السفير الابراهيمي ان يبني مع الممثلين الأفغان المختارين والمرضي عنهم حتى الآن بناء قاعدة تفاوضية وتكوين «جامعة افغانية» او «مجلساً افغانيا» او لنقل مجمعا افغانيا يهيىء لحكومة مؤقتة، او جماعة تمسك بزمام الامور تقنع الأسرة الدولية وبالذات الدول المانحة والتي اعلنت عن استعدادها لتقديم سبعة مليارات دولار لاعادة بناء افغانستان.
حتى الآن الماضي الافغاني.. وتجربة زعماء الفصائل الافغانية ومعظمهم ممثلون في الاجتماع الذي يفترض ان يبدأ اليوم في بون، لا تشجع احد، ولا تدع اي مراقب على التفاؤل من تحقيق نجاح اولي، إلا أن «مغامرة» امراء الحرب الافغانية في تضييع سبعة مليارات دولار مخصصة لاعادة الاعمار والتي سينالون منها نصيبا وهم المعروف عنهم تأثرهم بما يعرض عليهم من اموال سيكون حافزا على تنحية خلافاتهم على الأقل في المراحل الاولى من بدايات التفاوض، ومع أن السفير الاخضر الابراهيمي سيواجه عناءً كبيراً وهو يتفاوض مع المجاميع الافغانية الاربعة «مجموعة الشاه ومجموعة التحالف، ومجموعة الباشتون ومجموعة قبرص، وهي مجموعة الافغان اللاجئين».
نقول انه رغم توقع مواجهة الابراهيمي لعناء كبير في تفاوضه مع ممثلي امراء الحرب الافغانية إلا ان الدولارات الامريكية والمليارات السبع ستكون خير عون للابراهيمي في تحقيق المهام الموكلة اليه حتى وإن تعثرت البدايات الاولى.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
