| الريـاضيـة
إلى سنوات ما قبل الاحتراف كانت الغالبية العظمى من انديتنا الرياضية تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الناشئين والشباب بفرقها لدرجة ان الاجهزة الفنية والإدارية بتلك القاعدة يتم اختيارهم بعناية فائقة من حيث الخبرة في الامكانات معنوياً ومادياً على المستوى الإداري أو حتى التدريبي من حيث صقل المواهب واعدادهم للمساهمة في الحفاظ على مسيرة الفريق إلى بر الأمان بطولياً على المستوى الفني.. بل ان تلك الاجهزة وبدعم وتوجيه من مجالس إدارات الأندية لم يقتصر دورهم على بناء واعداد الفريق نجومياً بمن هم داخل النادي.. وانما تبحث عن مواهب أخرى عن طريق الحواري من قبل رجالات متخصصين يطلق عليهم رياضيا (كشّاف المواهب)، وقد كان لذلك التوجه الأثر الأكبر في حضور الكرة السعودية على مستوى الدرجتين تحديداً مشرفاً من حيث الانجازات والبطولات.
اما الآن ومن حيث بداية الاحتراف تحديداً غيرت فرقنا الحبيبة نهجها قولاً وعملاً .. وبدأت تدار أمورها الرياضية نحو البحث عن الكسب السريع واعني بذلك انها تجري خلف العناصر المقتدرة الجاهزة في الأندية الأخرى وبطريقة اشبه ما تكون بالعشوائية!!
وحتى لا أكون متجنياً سأستشهد بواقع بعض تلك الفرق من حيث الموضوع نفسه.. فعلى سبيل المثال هنا النصر وهناك الأهلي فعلى الرغم من انهما اكثر الاندية استقطاباً للاعبين من اندية أخرى عن طريق الاحتراف إلا ان الاستفادة منهم شبه معدومة ان لم تكن معدومة أصلاً، ويبدو لي بان افتقارهم لنجوم من ابناء النادي جعل تلك العشوائية من حيث الاختيار تأخذ طريقها لبيت كل منهما!! وفي المقابل نجد ان فريقي الهلال والاتحاد من حيث استفادتهما الكبيرة من النجوم الوافدة إليها من الفرق الأخرى لم يكن الفريق بحاجة ماسة لخدمات البعض منهم لوجود من هو بنفس المستوى النجومي.. على الرغم من ان الحاجة الماسة التي يتطلع لها كل منهما في باقي خطوط الفريق لم تكتب اسطر اكتمالها بعد!! ويبقى فريق الشباب المستفيد أولاً من بين تلك الفرق من حيث الموارد المادية بعد اطلاق سراح عدد من نجومه لاندية أخرى.. إلا انه وفي نفس الوقت الخاسر الأكبر من حيث الحضور التنافسي والبطولي!! اذاً احسب انها معادلة صعبة وغير متكافئة وقبل ما استرسل اسرع واسجل بانني لست ضد الاحتراف وانما بالطريقة التي من اجلها افتقدت انديتنا المواهب الواعدة والتي تنبع عادة من القاعدة الاساسية بالنادي أو ملاعب الحواري.
* كيف نحافظ على نجومنا؟!
لا شك بأن ظاهرة الاصابات التي لحقت بعدد من نجومنا الخضراء اشغلت الكثير واشبعوها طرحاً (كقضية)، من جراء ذلك العنف الكروي والخشونة الرعناء والتي ندفع ثمنها خسارة نجم أو أكثر سنوياً ومن المؤسف ان يتعمد البعض تلك الخشونة لعجزه الكامل عن ايقاف أو مواجهة هذا النجم أو ذاك! وفي كلا الأمرين تكون منتخباتنا هي الخاسرة.. ترى أما آن الوقت بان يعمل رجالات رياضتنا بقرارات رادعة بحق هؤلاء (الفتوة)، أم ننتظر إلى الوقت الذي نفقد فيه نجومنا الخضراء ومواهبنا الكروية في وقت احوج ما نكون بحاجتهم لمنتخباتنا الوطنية.
* الشباب والتجريح:
كنت وما زلت من المعجبين جداً بإدارة نادي الشباب ولاعبيه لانه فريق بطولات ونجوم على الرغم من انه يفتقر للاعلام والجماهير وهو يؤكد تميزه عن كل الفرق الأخرى بعدم وجود الخلافات والاختلافات اطلاقاً في ادارته أو لاعبيه ولكن لا ندري ماذا تحمل تلك العواصف التي ارسلها كل من عبدالرحمن الرومي في وقت مضى وسعيد العويران في الأمس القريب أو حتى عبدالعزيز الرزقان اليوم ولا اعرف ما اذا كان هناك آخرون مستقبلاً ؟ وماذا تخبئ الايام من جديد بحق الشباب؟
على كل اتمنى ان تكون الخطوة الجريئة التي ارتكزت عليها إدارة الفريق من حيث التجديد بأركان الشباب بداية لقدوم عهد جديد (لليث) مع البطولات.
أما هؤلاء اللاعبون فمطالبون بأن يقولوا خيراً وعدلاً بحق فريقهم.. أو ليصمتوا .. خاصة ان الشباب له افضال عليهم ويكفي انه اشهرهم وعرّف الناس بهم.
* فلاشات كروية:
احياناً يكون الفريق الذي لا يملك منبراً اعلامياً سواء على مستوى الإداري أو الصحفي أو الجماهيري يسلب حقه المشروع في الملعب.
يكاد يكون فريق النصر هو الوحيد بين فرقنا الأخرى لا يستفيد من اخطاء الخصم.. على الرغم من ان الخصوم تستفيد جيداً من اخطائه وارتباك دفاعه.
اعتقد بان أكثر من انتقد مدربنا الكبير ناصر الجوهر حينما ابعد عبيد ونور هم يناشدون فريقيهما بإبعادهما عن المشاركة بسبب تواضع المستوى الفني والخلقي لكل منهما.
بعد غياب .. عاد النجم الواعد عبدالرحمن العصفور وأحد الوجوه الشابة التي قدمها فريق الشباب للملاعب فقد كان نجم الاسابيع الماضية.. وأجزم بان الفترة القادمة ستشهد ثقة المدرب ناصر الجوهر نحو ضمه للمنتخب وفرصة لتأكيد جدارته كنجم بارز في هذا الموسم.
اصبح القائم هو المدافع الأول لهذا الفريق.. احد الخبثاء قال لماذا لا يتعاقد معه الفريق فهو اللاعب الأنسب لنا.
يرى الاحبة النصراويون انني قسوت كثيراً على (فارس نجد)، في مقال سابق.. وللامانة فان الكثير منهم يوافقني فيما ذهبت إليه وشخصياً احترم وجهات النظر رغم ان ما كتبته جانبه الصواب.
على فريق الطائي ان يقتنعوا بأنهم هابطون للدرجة الأولى، فمستوى الفريق حتى الآن لا يؤهله للبقاء.
* آخر المطاف:
اختلاف وجهات النظر ظاهرة حضارية ولها نتاجها الطيب متى ما استهدف المختلفون المصلحة العامة.
mwahbe@hotmail.com
|
|
|
|
|