| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته أما بعد:
نعيش هذه الأيام سعادة بالغة تظهر على محيا الصغير قبل الكبير سعادة مقدارها عشرون عاما تملأ الأرض خيراً ونماء وتنثر عبر أجوائها حباً وصفاء في عهد خادم الحرمين الشريفين أمد اللّه في عمره.
في عهده بلغ العلم ذراه، أربعة ملايين طالب هم الشاهد كل صباح ومساء في الروحة والغدوة هم الشاهد على رقي أمتنا، هم الشاهد على وجود أماكن تعليمية متطورة وليست بدائية ينهلون من العلم في المدارس وهذا لا يختلف عليه اثنان.
ولكن عندما يخرج الطلاب من المدارس من أين ينهلون العلم وهنا تلوح في الآفاق المكتبات العامة التي تحوي أمهات الكتب والمصادر والمراجع.
إن الهدف من المكتبة هو تهيئة الغذاء الفكري للفرد وبناؤه وخصوصاً لدراسة اللغة العربية وللأدب العربي بصفة خاصة فالأدب ضرورة لا بد منه فالأدب هو عماد الأمة الأدبية ونتاجه دال على وعي الفرد رأينا الأدب اليوناني كيف ارتقى بالأمة اليونانية بعد أن كانت تعيش في الظلام رأينا كبار النقاد في الأدب أرسطو أفلاطون سقراط وغيرهم ، رأينا المنتجات الأدبية لديهم كيف غيرت وثقفت فكر الفرد اليوناني.
هل هؤلاء درسوا فقط في المدارس والجامعات؟ لا بل عكفوا يقرؤون الكتب ويستنتجون الأفكار والتطوير.
فالذي أعنيه هو أن المدارس لا تكفي الفرد الطموح من أن يروي عطشه وما أكثر العطش في هذا الزمن.
نجد طلابا في الثانوية وربما الجامعات لا يعرفون المكتبة ولم يسبق أن زاروها ولو زيارة فقط حتى مكانها يجهلونه وهذه حقيقة لا غبار عليها.
ومن هنا نقول إن المدرسة أو الجامعة إن كانت تعطي قطرة في العلم فالمكتبة بالقراءة تعطي البحر كله بلا منّة.
فمن الواجب تطوير المكتبات وتطوير المفاهيم وجعل دور المكتبات أكثر إيجابياً وبحث السبل التي تجذب الناس إليها وذلك بوضع نشاطات ثقافية وغيرها وكسر الجو الممل داخل أروقة المكتبة.
جل قدر الكتب يا صاح عندي
فهو أغلى من الجواهر قدرا |
إبراهيم محمد المحيميد
كلية العلوم العربية بالقصيم
|
|
|
|
|