| رمضانيات
* متابعة تركي إبراهيم الماضي:
قال ابن اسحاق(1): وحُدثت عن سعيد بن جبير أنه قال: أتى رهطٌ من يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، هذا الله خَلَق الخلقَ، فمن خلق الله؟ قال: فغضب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى انتُقع(2) لونُه، ثم ساوَرَهم(3) غَضبا لربِّه. قال: فجاءه جبريلُ عليه السلام فسكَّنه، فقال: خفِّض عليك يا محمد، وجاءه من الله بجَواب ما سألوه عنه:«قُلْ هَوَ اللهُ أحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ ولمْ يُولَدْ. وَلمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ».
قال: فلما تلاها عليهم، قالوا: فصِفْ لنا يا محمد كيف خَلْقه؟ كيف ذراعه؟ كيف عَضده؟ فغَضب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أشدّ من غضبه الأوَّل، وساورهم. فأتاه جبريلُ عليه السلام، فقال له مثل ما قال له أوّل مرّة، وجاءه من الله تعالى بجوَاب ما سألوه. يقول الله تعالى :« وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ والأرضُ جَمِيعا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامَةِ، والسَّمَوَاتُ مَطْويَّاتٌ بيَمينهِ، سُبْحانَهُ وَتَعالى عمَّا يُشْركُونَ».
قال ابن إسحاق: وحدثني عُتبة بن مُسلم، مولى بني تَيْم(4)، عن أبي سَلمة ابن عبدالرحمن، عن أبي هُريرة، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يُوشِك النَّاس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلُهم: هذا الله خَلق الخلْق، فمن خَلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقُولوا:«قُلْ هَوَ اللهُ أحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ ولمْ يُولَدْ. وَلمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ». ثم ليتفُل الرجل عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
تفسير ابن هشام لبعض الغريب:
قال ابن هشام: الصمد: الذي يُصمَد إليه، ويُفْزع إليه، قالت هِنْد بنت مَعْبد بن نَضلة تَبْكي عمرو بن مَسْعود، وخالد بن نَضْلة، عَميَّها الأسديَّين، وهما اللذان قتَل النُّعمان بن المُنذر اللخميّ، وبني الغريَّيْنِ(5) اللذين بالكوفة عليهما:
ألا بَكَرَ النَّاعي بخيرى بني أسدْ
بعَمْرو بن مَسْعود وبالسَّيد الصّمِد(6)
(1) في 1 : «قال ابن هشام».
(2) انتقع لونه: تغير.
(3) ساورهم: واثبهم وباطشهم.
(4) كذا في . وفي سائر الأصول: «تميم».
(5) الغريان: بناءان طويلان: يقال هما قبر مالك وعقيل نديمي جذيمة الأبرش، وسميا الغريين، لأن النعمان بن المنذر كان يغريهما بدم من يقتله في يوم بؤسه. «عن لسان العرب».
(6) الناعي: الذي يأتي بخبر الميت.
المرجع :السيرة النبوية لابن هشام ص 571.
|
|
|
|
|