| محليــات
** من المشاهد التي تبدلت هذا الشهر عن الأشهر السابقة هو غياب المتسولين «تقريباً» فقد كانوا في السنوات الماضية زرافاً وجماعات ويندر أن تصلي في مسجد أي صلاة دون أن يقف شخص أو أكثر يتسولون.
** وفي هذا العام لم أشاهد طوال الأيام الماضية من رمضان.. سوى شخصين أو ثلاثة فقط.. ومعنى هذا أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.. كانت نشطة.. وكانت متحركة.. وكانت موجودة ميدانياً.. وكانت حاضرة.. وكانت برامجها وخططها لمعالجة ظاهرة التسول ناجحة.. أو أن «السوق رديْ» ولا يشجع أي شحاذ و«وهي الحِرْوِه».
** إن مشكلة التسول في بلادنا.. أن نسبة عالية منهم جداً من الأجانب.. وهي نسبة أعلنتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في أكثر من تصريح.
** أما البقية الباقية.. فلا يخلو أكثرهم من ضعفاء النفوس أو العقل..
** في بلادنا.. تنتشر عشرات الجمعيات الخيرية.. وعشرات الجمعيات المسؤولة عن رعاية هؤلاء المحتاجين.. من خلال وزارة العمل.. ومن خلال جمعيات أهلية أخرى.. وهي لا تقصِّر أبداً.. ولذا.. فإن ظاهرة التسوّل تلك.. ظاهرة مزعجة ينبغي عدم تشجيعها عن طريق العطاء لهؤلاء المتسوّلين والشحَّاذين الذين حوّلوا المساجد من وظيفتها ورسالتها إلى مكان للتسول والشحاذة.. ومناشدة الناس العطاء، والجود في غير موضعه وفي غير مكانه.. كما أن «الهِدْمِهْ» و«خَلَقْ الدَّفه» لا يعني أن هؤلاء سعوديون.
** وهي هناك كلمة ينبغي أن نقولها لهؤلاء الذين يعطون هؤلاء المتسولين بدون حساب أو يصدقونهم..
** نقول لهم.. إذا كان لديكم فائض ومبالغ «صدقات أو زكاة» فلماذا لا تسلمونها إلى الأيدي الأمينة؟
** جمعيات البر.. جمعيات خيرية.. مؤسسات وهيئات إسلامية معروفة وموثوقة لديها عشرات البرامج المفيدة النافعة..
** جمعيات البر المنتشرة في كل قرية ومدينة.. وفي كل حي من أحياء المدن.. تطوف على البيوت والأحياء وتبحث عن كل محتاج.. وتقدم خدماتها ليل نهار.
** هذه الجمعيات.. أولى بتبرعاتك وصدقاتك وزكاتك..
** هي أولى من هذا المتسول الذي لا تعرف حالته ولا تقطع بمدى حاجته.
** إن المشكلة التي نعايشها اليوم وأمس.. هي مشكلة العاطفة الجيَّاشة في غير مكانها.. فمجرد ما يقف إنسان مفوَّه يشحذ.. ويتحدث بانكسار ويصوغ كلمات تلهب الحماس.. حتى تتقاطر عليه المئات قبل العشرات.. ثم ينتقل إلى مسجد آخر وهكذا.. و«الصالون» جاهز لنقل هؤلاء..
** لقد قال لي إمام مسجد.. إن شحاذاً يطوف على المساجد يصيح بأن أولاده لا يجدون حتى الحليب.. ولا الحذاء.. ولا اللباس.. فلما لحقوا به سيراً على الأقدام.. وجدوه قد أوقف سيارته التي تقدر قيمتها بحوالي (80) ألف ريال بعيداً عن المسجد.. وأخذ يمشي في طريقه لها وهو يتلفت.
** هذا.. هو حال أكثر الشحاذين.. فلا تكونوا أغبياء.
|
|
|
|
|