|
| الاقتصادية
كان ملخص هذه الزاوية الاسبوع الماضي هو حث اجهزة الدولة المعنية بالمساعدات الاجتماعية والجمعيات الخيرية والاغنياء على مساعدة الاسر الفقيرة من خلال حلول عملية طويلة الاجل وأهمها توفير العمل لافراد تلك الاسر وبخاصة المرأة اذ ان تلك الاسر في الغالب هي بلا عائل بسبب الطلاق او الوفاة او العجز عن العمل،
واتصل بي صديق يؤيد البحث عن حلول لمعاناة تلك الاسر وبخاصة ان عدد الاسر الفقيرة في ازدياد وذلك بسبب منع النساء من البيع في مداخل الاسواق وكذلك حملات مكافحة التسول وهي حملات مطلوبة ولا احد يطالب بانتشار ظاهرة التسول ولكن التحليل الموضوعي يستوجب الاعتراف بأن هناك آثاراً جانبية لتلك الحملات وهي انقطاع مصدر الدخل لبعض الاسر،
ليبقى السؤال الاهم، ، اين تعمل المرأة السعودية؟ وبخاصة من افراد تلك الاسر اللواتي يفتقدن في الغالب التأهيل العلمي او الخبرة الملائمة لشغل الوظائف المتاحة وذلك في ظل بطالة الجامعيات والمتخصصات وقبل ذلك بطالة الشباب،
وتلك اسئلة صعبة تستوجب من المجتمع بفعالياته المختلفة التخلي عن التعامل مع الظواهر الاجتماعية من فوق ابراج عاجية والنظر الى واقع الحال بما فيه من اشكاليات وعلى رأسها مشكلة الاسر الفقيرة في مجتمع غني،
اذ ان الاعتراف بالمشكلة وتحديدها ووجود القناعة والارادة لحلها تمثل المراحل الاساسية نحو حل الاشكاليات التي يعاني منها المجتمع،
ثم ان المشاكل الكبيرة تحتاج قرارات كبيرة حتى لو بدت صعبة التطبيق او مرفوضة من المستفيدين من بقاء الوضع على ما هو عليه،
والقرارات الكبيرة تحتاج دراسة عميقة وتدرج في التطبيق وتهيئة المجتمع لتقبلها والتعايش معها اما التطبيق الفجائي دون وقت كاف للقرار فانه يضر ولا ينفع وقد يجعل القرار مضحكا او عبثيا او استفزازيا رغم سمو الهدف،
من القرارات الكبيرة تحديد حد ادنى «مرتفع» للاجور ثلاثة آلاف ريال مثلا مع فرض ضرائب مرتفعة على دخول الاجانب مما سيؤدي الى توفير الوظائف للمواطنين بدلا من العمالة الاجنبية وهذا القرار يبدو شبه مستحيل ولكنه مطبق في بعض الدول التي لا ترغب في منافسة العمالة الاجنبية لمواطنيها،
مثل هذا القرار لو طبق فجأة سيؤدي الى ازمة تخسف بأغلب المنشآت التجارية في البلاد وسيتم بعد ذلك الغاء القرار،
ويجب التمهيد لقرار مثل هذا والتدرج في تطبيقه خلال فترة لا تقل عن خمس سنوات،
فيما يتعلق بهذه المقالة فهي تستهدف الاسهام في تمهيد الارضية نحو صياغة وعي افضل للتعامل مع مشكلة الاسر الفقيرة من خلال توفير العمل لافرادها «وخاصة النساء»،
وسأكتفي بمثالين أولهما قصر العمل في المشاغل النسائية على السعوديات وبالقياس يمكن التوسع مستقبلا في قصر البيع في الاسواق التجارية النسائية على السعوديات وفي الواقع فان خصوصيتنا الاجتماعية لا تمنع ذلك ما دام معظم الزبائن من النساء،
وبحيث يطبق القرار بعد ثلاث سنوات من اقراره ليتم خلال هذه الفترة التحاق النساء بالدورات التدريبية الملائمة وحتى يتدبر اصحاب المحلات التجارية امورهم خلال فترة كافية،
ومن الامثلة تشجيع مبادرات القطاع الخاص المتميز في هذا الشأن مثل مبادرة مصنع العثيم للمجوهرات بتعيين طاقم كامل من النساء للعمل في المصنع ولعل رجال الاعمال الآخرين يقتدون بهذه المبادرة الرائعة ذات الاسهام الحقيقي في حل مشاكل المجتمع الذي ينتمي اليه رجال الاعمال،
kalferayan@ayni
|
|
|
|
|
