| العالم اليوم
يحرص الكثير من وسائل الاعلام العربية من صحف ومحطات إذاعية وتلفازية في هذا الشهر الفضيل على تضمين صفحاتها وبرامجها مواضيع إرشادية صحية ومع أن معظم ما يقدم في هذه البرامج والمواضيع الصحية مكررة، إلا أن الملاحظ هو ارتفاع نسبة المصابين بأمراض الضغط والسكر عاماً بعد عام، وكنت اعتقد أن الأسباب تعود إلى عاداتنا الغذائية وابتعادنا عن الرياضة وغيرها من الأسباب التي يذكرها الأطباء حتى اكتشفت أن أقوال وتصريحات ومواقف ساستنا العرب لها نصيب في ارتفاع نسبة المصابين من العرب بالضغط والسكري، فالمستمع والقارئ والمشاهد العربي لابد وان يرتفع الضغط عنده ويصاب بمرض السكري ومعه امراض اخرى وهو يتابع ما يراه من مناظر ويسمع من أفعال الإسرائيليين وغير الإسرائيليين في فلسطين وغير فلسطين، وهو وان اعتاد مثل هذه الأفعال من أعداء العرب والمسلمين ويعتبر ذلك أمراً متوقعاً وقد يفرغ شحنات غضبه برفع يديه بالدعاء على الإسرائيليين ومن يقف مع إسرائيل وعلى كل أعداء المسلمين ويضيف إلى ذلك حزمة من الشتائم هذا ما يفعله تجاه أفعال أعداء المسلمين ولكن ماذا يفعل حينما يسمع تصريحات وأقوالاً لمسئولي السياسة العربية وهم يستعملون نفس الصفات والنعوت التي يريد أعداء العرب والإسلام فرضها على عقل وأذن المتلقي العربي..؟!!
ماذا يكون موقف، وما هي حالة المواطن العربي المسلم، وهو يسمع مسئولاً عربياً يندد باستخدام إسرائيل العنف المفرط ضد الفلسطينيين..؟!!
هل يكفي غليان الدم في العروق فتتصلب ويحدث «ضغط دم»، ويتأكسد الإنسولين فيصاب بالمرض السكري...؟!!
فالعربي المسلم الذي يرى الإدانة العربية تصل بمن يطلقها إلى استعارة المصطلحات التي لا معنى لها لإرضاء الغرب على حساب الارواح العربية..
هل يكتفي بالابتسام سخرية من تصريح ذلك المسؤول أم يكتوي بذلك التصريح الذي يعتبر اغتيال خمسة أطفال وعمل كمين لهم على طريق مدرستهم ثم يتبعهم بطفل سادس وسبعة شهداء آخرين... عنفاً مفرطاً...!!
وهذا العنف المفرط ... الا يستحق من ذلك المسؤول المبادرة بإغلاق سفارتهم في عاصمة من (يستعملون العنف المفرط)، بدلاً من ان يتسبب في إصابتنا بأمراض الضغط والسكري التي اصبحت تتزايد بشكل مفرط..!!
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|