أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th November,2001 العدد:10651الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,رمضان 1422

مقـالات

وسميات
شهر الصبر والشكر (3)
راشد الحمدان
إن الصبر والشكر صفتان محمودتان ليس في رمضان فقط ولكنهما محمودتان ومطلوبتان في كل الشهور، ولكن في رمضان تكون مدرسة التدريب، لأن الانسان في رمضان يفقد ما اعتاده من أكل وشرب وملذات محمودة وغير محمودة.. فإن ما يزينه الشيطان للإنسان من ارتكاب المعاصي حتى ولو كانت يسيرة انما هي في عرف الواقع فيها ملذة، لأن الشيطان يسري في الانسان مسرى الدم في العروق.
لذلك فإنه إذا استمرأ ما هو فيه الآن من عيشة جديدة وبرنامج غذائي متغير ومحدد بوقت وزمن، وصبر على هذا و عَوَّد نفسه عليه، وجد عاقبته الحميدة في المغفرة والرضا من الخالق سبحانه. وأعرف أناساً تركوا الدخان نهائياً في رمضان.. وكانت إرادة قوية تخلص بها أصحابها من أقذر العادات.. وصبروا على ذلك.. ثم شكروا الله أن أعانهم على ذلك والصبر كما قلنا يتجلى في المصائب وعند وقوعها من فقدان قريب أو حبيب أو ولد، فإن الموت واقع لامحالة، وهو أعظم المصائب التي يواجهها الانسان.. وتتضح قدرته الايجابية عند وقوع ذلك وأنه يدرك أن الموت حق وسيقع. وأن معالجة الفاجعة الاليمة إنما تكون بأعظم أسلحة الايمان، ألا وهو الصبر والشكر.
فأما الأولى فنضرب بها مثلاً بما رواه ثابت البناني قال.. مات عبدالله بن مطرف، فخرج ابنه مطرف على قومه بثياب حسنة وقد ادهن فغضبوا وقالوا: يموت عبدالله. ثم تخرج في ثياب من هذه مدهناً؟؟ قال.. أفأستكين لها..؟! «يقصد المصيبة» وقد وعدني ربي بثلاث خصال كل خصلة منها احبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها، ثم قرأ:
«الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون»، واما الثانية وهي صفة الشكر يصاحبها الصبر، فكما روي أن عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز لما مات دفنه عمر، وسوى عليه ثم استوى قائماً فأحاط به الناس فقال:«رحمك الله يا بني، قد كنت بَرَّاً بأبيك والله ما زلت مذ وهبك الله لي مسروراً بك، ولا والله ما كنت قط أشدَّ بك سروراً ولا أرجى بحظي من الله تعالى فيك منذ وضعتك في هذا المنزل الذي صيَّرك الله إليه.. قلت في العبارات هذه صبر يصاحبه شكر للأسباب والعلل التي وردت في تلك العبارات».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved