| متابعة
* روما أ.ف.ب:
بعد 28 سنة امضاها في المنفى في ايطاليا بعيدا عن الاضواء يعود الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه الى الواجهة مع ارساله ثمانية موفدين عنه الى مؤتمر القوى الأفغانية المقرر عقده في بون الثلاثاء المقبل.
ولم تطأ قدما ظاهر شاه الأراضي الأفغانية منذ عام 1973. إلا انه مع ذلك يلقى دعم الأمم المتحدة التي تجد فيه قاسما مشتركا ولو صغيرا بين مختلف القوى الأفغانية التي تسعى عبر جمعها في بون الى تشكيل حكومة انتقالية واسعة التمثيل قادرة على تسلم الحكم بعد طالبان.
وأعلن محمد ظاهر شاه مرارا انه مستعد لزيارة كابول في أول فرصة ممكنة «ليس كملك بل كخادم لأفغانستان».
وقال ظاهر شاه في تصريح أدلى به قبل أيام الى صحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية «سأعود الى كابول فقط في حال كان الشعب يريد ذلك. أنا لن أفرض نفسي على بلدي. ورغبتي الوحيدة هي في حمل السلام» مضيفا «اذا كنت أرغب بالمزيد من الحياة فما من سبب آخر لذلك سوى رؤية شعبي قادرا على تقرير مصيره بنفسه ووفق رغباته».
وفي الوقت الذي كانت فيه الاتصالات تسير بخطى حثيثة مع الملك السابق في منزله الواقع في شمال روما جاء التقدم السريع لقوات تحالف الشمال التي احتلت كابول ليقلب الأوراق.
ومع ان قوات تحالف الشمال تعتبر حليفا محتملا للعاهل السابق فان دخولها كابول في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الجاري عزز موقعها واعطاها دورا بات من الصعب انتزاعه.
حتى اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الماضي كان محمد ظاهر شاه يعيش بعيدا عن الاضواء نسبيا في الفيلا خاصته ولو كان يجري بعض الاتصالات بشأن مستقبل بلاده.
فقد اطلق عام 1993 فكرة عقد لويا جيرغا موسعة تضم أعيان البلاد. ثم أعاد اطلاق هذه الفكرة حاليا بعد ان أجرى اتصالات مع المعارضة بهدف تشكيل ائتلاف أفغاني موسع.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1991 أصيب بجروح إثر تعرضه لمحاولة اغتيال قام بها برتغالي ادعى انه صحافي ما دفعه الى مزيد من العزلة وتجنب المقابلات الصحافية.
وتردد ان العاهل السابق اشتكى أمام أمريكيين انه يشعر وكأنه سجين في منزله الخاص حيث لا يمكن الوصول إليه الا عبر طريق متعرجة صعبة وسط حراسة مشددة من الشرطة.
ولن يكون أي عضو في العائلة المالكة في عداد وفد الملك الى بون.
ولد محمد ظاهر شاه في الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 1914 وقد أمضى شبابه في فرنسا حيث كان والده. الذي اصبح لاحقا الملك نادر. سفيرا.
وحصل ظاهر شاه المولع بالثقافة الفرنسية وقارىء ميشيليه وجيد وبروست. دروسه الثانوية في ثانوية جانسون دي سايي بباريس ثم في مونبلييه.
في العام 1930. تبوأ والده العرش فعاد الى أفغانستان حيث أصبح بعد عامين مساعداً لوزير الدفاع.
في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 1933. أصبح ظاهر شاه ملكا بعد اغتيال والده وهو في ال19 من العمر. وقد حكم الملك الجديد بحذر ونجح خصوصا في ابقاء بلاده بمنأى عن الحرب العالمية الثانية.
|
|
|
|
|