| متابعة
* جدة عدنان جستنيه:
عن محاولة تشويه الاعلام الغربي بصفة عامة والاعلام الامريكي بصفة خاصة لصورة الانسان السعودي من خلال ما ينشر من حملات اعلامية مكثفة ضد ما هو عربي ومسلم بصفة عامة.. وسعودي بصفة خاصة، تحدث لنا سعادة الدكتور فيصل حامد إدريس عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز قسم الإعلام فقال:
محاولة تشويه الاعلام الغربي بصفة عامة والإعلام الامريكي بصفة خاصة لصورة الإنسان السعودي والعربي والمسلم هي سياسة ثابتة لهذه الوسائل الاعلامية، وتشتد هذه الحملة المسعورة ما بين وقت وآخر وفقا لسياق ما يجري من احداث سياسية في المنطقة.
العلاقة بين وسائل الاعلام الامريكية والادارة الامريكية وفقا للدراسات الامريكية الاكاديمية هي علاقة «تكافلية» او علاقة «النمو المشترك» باختصار هذا يعني ان كلاهما يستخدم الآخر وكلاهما يضغط على الآخر، وتكون النتيجة في الغالب رأياً عاماً امريكياً مشوشاً لايعرف «كوعه من بوعه». لقد اثبتت جميع الدراسات في هذا المجال ان الحكومة الامريكية قد دأبت على استخدام وسائل الاعلام كذراع آخر مواز للدبلوماسية والحملة العسكرية او الاقتصادية ويكون ذلك عبر طرائق عدة من ابسطها استخدام تكتيك التسريب وبالونات الاختبار بهدف الضغط على الدولة المعينة التي تقف في الجانب الآخر، ايضا يتضح ان هناك المئات من الصحفيين الامريكيين الذين يقفون وراء حكومتهم عند اشتداد الازمات السياسية وينقلب الوضع عندما يثبت ان السياسة الخارجية المتبعة تسير الى طريق الفشل، كان جون كنيدي يستخدم الصحفي Walter Liprman لفتح باب المفاوضات والمساومات مع الاتحاد السوفيتي. ما يهمنا الآن هو ان نتساءل هل تتبع الادارة الامريكية في الوقت الراهن هذا الاسلوب التكتيكي الناجح مع السعودية؟ أنا لا استطيع أن أكون قاطعا في اجابتي لأنني عاجز عن معرفة ماذا قيل وماذا كتب لأنني استاذ جامعي «محدود المصادر» ولا امتلك المعلومات الكافية للقيام بالتحليل المطلوب، ولكن رغم هذا فانني كمواطن سعودي اصدق ما نقله ووثق به ولي العهد الامير عبدالله في المكالمة الهاتفية مع الرئيس جورج بوش الذي ابدى اسفه واعتذاره عن هذه الحملة الشرسة؟
ولقد قرأنا وسمعنا بأن الرئيس الامريكي سوف يقوم بفصل كل موظف في ادارته تثبت إدانته كونه مصدراً لهذه المعلومات! الحقيقة اشك في ان يفلح الرئيس الامريكي في ذلك لأن المسألة اصعب مما نتخيل.
فالإعلام الامريكي يقع تحت السيطرة الصهيونية التي تقدم مصالحها على مصالح الأمة الأمريكية، فمن العجب انك تجد امريكيا صهيوينا يكون ولاؤه لإسرائيل اولا ولأمريكا ثانيا، فتجد هذا الاعلام لايتحدث عن المصري او الليبي او السعودي او الفلسطيني وانما يستخدم كلمة عربي حتى يرسخ في ذهن الرأي العام الامريكي ان اسرائيل مستضعفة تواجه 22 دولة، وينطبق ذلك على الاسلام، هل تذكر تفجير اوكلاهوما، تسرع الاعلام الامريكي في تهمة الاسلام والمسلمين على انه وراء التفجير وذهب ضحية ذلك طفلة رضيعة من ابوين مسلمين كنتيجة للتعصب والتعبئة الإعلامية الظالمة، وعندما تم القبض على المجرم لم يعتذر الإعلام الامريكي على تشويهه لصورة الاسلام وكأن الأمر لم يحدث، إلا ان هذه المرة اتضح لدينا ان تشويه صورة الانسان السعودي بدا واضحاً لتأجيج النزعة المذهبية والعرقية والطائفية والسياسية في المجتمع السعودي، بإذن الله لن ينجحوا في ذلك، ولكن المشكلة بأنهم قد يؤثرون على بعض صنّاع القرار والرأي العام ورجال الكونغرس في رسم صورة غير صحيحة عن المملكة، قرأت قبل عدة سنوات في صحيفة انجليزية مقالة تقول «لقد أسقطنا الاتحاد السوفيتي ولم يتبق لدينا سوى قلعة التخلف والرجعية العربية السعودية» نحن نتمنى كمواطنين سعوديين ألا يكتفي الرئيس الامريكي جورج بوش بالاعتذار عن هذه الحملة المسعورة، وانما ان يقدم مبادرة فعلية وحقيقية وان يوجد آلية معينة للرد على هذه الوسائل الاعلامية المغرضة وتوضيح الصورة الاسلامية والعربية للمملكة ولغيرها من خلال إعطائنا الفرصة للرد على كل ما يكتب ويبث ايمانا بمبدأ الرأي والرأي الآخر الذي تدعيه هذه الوسائل الإعلامية الأمريكية.
أما عن كشف ابعاد هذه الحملة المسعورة بحقائق وأدلة يتم نشرها على مستوى كافة وسائل الإعلام؟ فإنني أنصح القائمين على وسائل الاعلام ان ينشروا ويبثوا «بعض» ما يقال في هذه الوسائل الاعلامية حتى يتعرف المواطن على مواطن الحقد الدفين عندها سوف يدافع المواطن بنفسه عن هذه الحملة من خلال اكتشافه لأهدافها واستيعابه لما يحاك ضد بلده، وبالتالي سوف يلتف المواطن حول قيادته ويتآزر مع اخوانه وأمته، كما ان للإعلام السعودي دوراً في ان يقرع الحجة بالحجة على ان تفتح قنوات اتصال متكررة ومباشرة بين رجال الاعلام السعودي وولاة الأمر للاستماع والفهم حتى يتم الدفاع على هدى ونشر ما امكن من حقائق وأدلة، فالامريكان يفعلون ذلك.
üü وماذا عن التوجه المستقبلي الذي ينبغي ان يكون لإعلامنا في مواجهة هذه الحروب الاعلامية؟
انني اعتقد باننا يجب ان نعمل جاهدين لاعادة كسب ثقة الرأي العام في وسائله الوطنية الاعلامية معتمدين في ذلك على مبدأ «عصرنة الفكر مقرونة بواقعية الطرح»، كما انني ادعو الى فتح قنوات اتصال مباشرة وتكثيف اللقاءات بين المسؤولين ورجال الاعلام، ورجال العلم والفكر لمعرفة توجه الدولة حول قضية ما، حتى يستطيع الانسان الدفاع عن بلده، مع الاسف الشديد هناك فجوة في هذا الخصوص لذلك لاتقرأ او تسمع الا مضامين انشائية، اضف الى ذلك ان وزارة الاعلام لاتمنح رجال الصحافة والعلم والفكر نسخة من نشرتها الاخبارية «غير السرية» المخصصة لكبار المسؤولين حتى يستطيع الكاتب او الاعلامي او الاكاديمي القيام بدوره الفعّال، أعطني المزيد من الثقة أعطك رأيي ودمي فداء للمليك والوطن، يا أخي الاعلامي والمفكر الاكاديمي يفتقرون الى المعلومات، والمعلومات التي اتحدث عنها هي ليست استخبارية بل المعلومات المنشورة في الغرب من آراء وخلافه، فبدون المعلومات لا تستطيع ان تتخذ قرارا او تجري دراسة او تكتب مقالة.
كلمة أخيرة، لقد قتل في نيويورك وواشنطن المئات من المسلمين اين وسائل الاعلام العربية من كل هذا؟ لماذا لانبحث عن اسر هؤلاء الضحايا ونبين مأساتهم للأمة بأسرها، عندها سوف نرى التعاطف مع اسامة بن لادن ينعكس بشكل لم نكن نتوقعه، ولكن للاسف الشديد ما زالت وسائل الاعلام العربية متخلفة في القيام بواجبها. العجيب ان الاعلام الامريكي لم يقم ايضا بهذا الدور خلافا لعادته، فذلك يتناقض مع الاهداف والاحقاد المنشورة والمبثوثة في وسائله الاعلامية لأنه يراد التشويه للدين وفعل ذلك سوف يبرئ ساحة الدين من الارهاب فسكتوا وسكتنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|
|
|
|
|