| متابعة
* سبين بولداك (أفغانستان) (أف ب):
يهدد رفض حركة طالبان الانسحاب من معقلها في جنوب أفغانستان بخلق انقسامات جديدة في البلاد.
وبالطريقة ذاتها التي ارغمت تحالف الشمال على الانسحاب اعتبارا من العام 1996 إلى منطقة صغيرة بعد سلسلة من الهزائم. باتت طالبان لا تسيطر حاليا سوى على بعض الأقاليم في جنوب البلاد.
إلا أن متحدثا باسم القائد الأعلى للحركة الملا محمد عمر أكد أن الميليشيات لن تستسلم أبدا.
وقال المتحدث سيد طيب آغا انه كما انكفأت قوات تحالف الشمال إلى معقلها في وادي بانشير بعد خسارتها كابول عام 1996. فان قوات طالبان تحصنت في الجنوب وهي مستعدة للصمود لمدة طويلة اذا استوجب الامر.
وأضاف آغا ان «سكان قندهار والاقاليم المجاورة يقفون معنا وتعهدوا القتال في سبيل الامارة الاسلامية في أفغانستان ولهذا السبب لا يمكننا الانسحاب لأن من يضحون بانفسهم يعدون بالآلاف».
وفي حال بقاء نظام طالبان في منطقته في الجنوب. فان عزلته الدبلوماسية ستتعارض بشكل واضح مع الوضع الذي كان عليه تحالف الشمال في الأعوام الأخيرة.
واعتبرت الاسرة الدولية الرئيس برهان الدين رباني. رغم طرده من كابول. الرئيس الشرعي لأفغانستان واحتفظ نظامه بمقعد بلاده في الأمم المتحدة اضافة إلى السفارات في عواصم عالمية مثل موسكو وطهران ونيودلهي. وبدأت طالبان بخسارة الدعم الدولي تدريجيا إذ أعلنت باكستان التي كانت آخر دولة أبقت على علاقاتها مع الحركة اغلاق سفارة طالبان في اسلام اباد أمس الأول الخميس.
إلا أن آغا أكد أن طالبان لم تتأثر بهذه العزلة وقال ان «هذا لا يتضمن امرا جديدا».
ومن جهة أخرى. أعلن آغا ان طالبان ستقاطع اي محاولة لعقد اجتماع لرؤساء القبائل يعرف باسم «لويا جيرغا» بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية. وراى انه «في الظروف الحالية. لن تستطيع لويا جيرغا تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان».
وما زالت الانقسامات العميقة تشوب صفوف تحالف الشمال الذي يتنازع قادته على امتلاك الأراضي التي استعيدت من طالبان. لكنهم وضعوا خلافاتهم جانبا حاليا وتوحدوا ضد عدوهم المشترك.
وكان التحالف الذي يضم اتنيات من اقليات الطاجيك والاوزبك والهزارة تعرض للاهانة من قبل الباشتون التي تشكل اكبر الاتنيات وينتمي اليها عناصر حركة طالبان.
وفي الوقت الراهن. فان الشعور القوي بالهوية والاعتزاز بالاستقلال لدى الباشتون لا يشكل علامة خير بالنسبة لوحدة أفغانستان حتى لو انهارت طالبان بشكل كلي.
واعلن عدد من زعماء القبائل وسياسيون من الباشتون يحاولون توطيد اقدامهم في الجنوب انهم قد يوافقون على تسليم الاصولي اسامة بن لادن المتهم باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر الماضي إلى الولايات المتحدة لكنهم لم يؤكدوا الامر ذاته بالنسبة للملا عمر.
وقال المتحدث ان عمر «لن يذهب ولم يقرر مطلقا مغادرة قندهار فهذا ليس خياره. انه مصمم على البقاء». وخلص آغا إلى القول ان منطقة «قندهار تشكل قاعدة حركة طالبان لقد عادت غالبية القادة إلى هنا وسنهزم اعداءنا».
الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني يغادر جامع كابول بعد صلاة الجمعة الماضية.
حفار قبور أفغاني يقوم بالحفر في مدفنة تضم جثث بعض ضحايا الاشتباكات الأفغانية الأخيرة بالقرب من العاصمة كابول.
|
|
|
|
|