| متابعة
* بقلم فارشيد موتهاري
* طهران (د.ب.أ):
قبيل أيام من المؤتمر الحاسم حول مستقبل أفغانستان بعد طالبان المقرر عقده في بون يوم الاثنين المقبل، تلوح في الافق وبقوة الخلافات بين الافغان والغرب، بل والخلافات بين قادة القبائل والفصائل الافغانية المختلفة.
وسوف يجمع المؤتمر الذي تترأسه الامم المتحدة الجماعات الافغانية على مائدة واحدة لبدء أول مناقشات حول تشكيل حكومة أفغانية موسعة جديدة.
وقال التحالف الشمالي المناهض لطالبان انه سوف يحضر المؤتمر، بينما لم تدع طالبان المتقهقرة ميدانيا للحضور.
ومن المرجح أن يكون عقد المؤتمر الذي يرأسه مبعوث الامم المتحدة الخاص لافغانستان الاخضر الابراهيمي إيذانا ببداية طريق طويلة ومليئة بالعقبات نحو السلام في أفغانستان التي مزقتها الحرب.
وحذر الابراهيمي قبيل مؤتمر الاثنين بقوله: «ما نحتاجه بشدة هو الصبر».
من جانبه قال القائد برهان الدين رباني زعيم تحالف الشمال الرمزي والرئيس الافغاني السابق الذي أطاحت به طالبان قبل خمس سنوات الذي بدا غير متحمس، انه «لا يجب توقع الكثير جدا من المؤتمر»، وأكد أن التحالف كان يفضل أن تكون كابول مقرا للمؤتمر وقال رباني:
«لكن حق اختيار أعضاء لويا جيرجا (المجلس الاعلى للقبائل) يجب أن يكون محفوظا للرئيس»، وبذلك يلغي الهدف الرئيسي لاول مناقشات تهدف لبناء حكومة موسعة للبلاد.
وحتى خطط الشخصيات الواقعية في تحالف الشمال لابقاء الرئيس السابق رباني خارج أفغانستان حتى نهاية مؤتمر الامم المتحدة باءت بالفشل فقد عاد رباني إلى كابول الاسبوع الماضي قبل الموعد المقرر بوقت كبير.
وقبل تحقيق رباني وتحالفه الشمالي لانتصاراتهم باسترداد أكثر من ثلثي البلاد من حركة طالبان المتشددة كان يعتقد على نطاق واسع أنهم أكثر تعاونا وتقديرا لدور محتمل للامم المتحدة والغرب في أفغانستان ما بعد طالبان. غير أن الانتصارات الاخيرة على قوات طالبان غيرت الوضع برمته وقال مسؤول السياسة الخارجية في تحالف الشمال عبدالله عبدالله: «إن التطورات في الايام الاخيرة أظهرت أن قوات التحالف الشمالي قادرة تماما على التعامل مع الموقف بمفردها»، وأضاف: «في المرحلة الحالية لا يوجد شعور قوي بالحاجة لنشر مزيد من القوات الاجنبية».
أما إسماعيل خان قائد إقليم هيرات غرب أفغانستان فقد تخطى الاسلوب الدبلوماسي لعبدالله قائلا: «لا نرغب في قوات أجنبية على الاطلاق».
ورغم أن الامم المتحدة مازالت تعترف برباني على أنه رئيس أفغانستان الشرعي إلا أن العديد من الجماعات الافغانية ترفض رئاسته للبلاد ولا ينسى الغرب وكذلك جارتا أفغانستان إيران وباكستان الاقتتال الطائفي الشرس الذي مزق البلاد في أوائل التسعينات بعد انهيار النظام الشيوعي.
وقال أحد أعضاء حزب فادات الشيعي الموالي لايران: «كان لكل شارع في كابول قائده الخاص .. ولا يمكن وصف الفوضى (هناك آنذاك)»، وقال محذرا: «ولذا سيطرت طالبان على الحكم وكان الناس سعيداء.. ويمكن أن يحدث ذلك مجددا».
ويمثل البشتون المشكلة الرئيسية، فهم القبيلة الرئيسية في أفغانستان، وهم لا يشكلون فقط أكثر من 50 بالمائة من السكان ولكن أيضا تنتمي إليهم حركة طالبان، ووفقا للقواعد الديمقراطية يجب أن يتولى هؤلاء مرة أخرى النصيب الاساسي في الحكومة ولكن معظم أعضاء التحالف الشمالي ليسوا من البشتون فهم من الطاجيك والهزارا والاوزبك وسوف تؤدي هيمنتهم على الحكم إلى سخط وسط الشعب الافغاني مما يضاعف من تجدد تهديد التوترات بل واندلاع حرب أهلية جديدة.
وبالنسبة للتحالف الشمالي فإن دورا للمعتدلين من قادة طالبان في النظام المستقبلي في أفغانستان كما طرحته بعض الجماعات البشتونية يعد مسألة مرفوضة غير قابلة للنقاش ويقول عبدالله عبدالله «مستحيل، لن (يكون هناك) دور لطالبان بغض النظر عما إذا كانوا معتدلين أم لا».
كما يبدو أن التحالف الشمالي يقابل بقليل من الحماس الخطط الغربية لاعطاء دور للافغان التقنيين المقربين للملك المخلوع ظاهر شاه الذي يعيش في منفاه بإيطاليا منذ 1971م، وفي هذا الشأن يقول إسماعيل خان الذي يتمتع بالتأثير والنفوذ الواسعين: «من هو ظاهر هذا؟»، ويضيف: «الميزة الوحيدة التي يمكن أن يحصل عليها هنا هي منحه وضعا هادئا وطبيعيا كأحد الافغان (داخل أفغانستان)».
|
|
|
|
|