| مقـالات
* * من المؤلم جداً
أن نلبس أحسن ثيابنا عندما نريد أن نذهب إلى مناسبة أو نقابل شخصاً مهمّاً..!!
ولكننا عندما نريد أن نذهب إلى المسجد أو نقف أمام الله، نختار أو يختار البعض منا أسوأ الملابس، بل أحياناً ملابس النوم..!
والله يقول آمراً: «خذوا زينتكم عند كل مسجد».!
ولكن مع الأسف القربة مشقوقة، فطالما كتبنا نحن الكتّاب عن هذه الظاهرة القديمة المستديمة التي تعطي صورة غير مشرفة عنا بصفتنا مسلمين مع أن الإسلام والقرآن تاجه أمر بالنظافة جسداً، والطهارة ثياباً، بل جعل ذلك نعمة على الانسان: «هذا مغتسل بارد وشراب».
والمؤلم أكثر أن ظاهرة ارتداء الملابس غير النظيفة، وملابس النوم على وجه الخصوص تتم في الحرمين الشريفين أقدس البقاع وأكرمها وأنظفها حساً ومعنى!.
ونحن لا ندعو إلى أن يرتدي الانسان ملابس جديدة كل يوم أو عند كل صلاة فقط المطلوب ملابس نظيفة، وملابس لائقة، وليس ملابس النوم، أو ملابس غير نظيفة.
إن المطلوب من أئمة المساجد وأئمة الحرمين الشريفين الوعظ والتنبيه باستمرار على هذه الظاهرة التي ليس فيها احترام لبيوت الله، ولا تقدير للمصلين الآخرين، وقبل ذلك وبعده مخالفة لأمر الله الذي أمر بالزينة عند كل مسجد.!
إن الاسلام والذوق والخلق الكريم كلها تدعو إلى أن نلبس أحسن الثياب، وأن نتنظف أكمل تنظيف ونحن ذاهبون لبيوت الله.!
أليس الوضوء الذي لا تصح الصلاة إلا به شرطاً من شروط الصلاة، فما بال نظافة كامل الجسد، وارتداء أنظف الثياب؟
إن الطهارة معنى كامل
طهارة الجسد والقلب والثوب.
حبذا لو وضعت الآية الكريمة عند مدخل كل مسجد: «خذوا زينتكم عند كل مسجد». ليس من أجل تزيين مداخل المساجد بها وإنما للتذكير بمعناها، والأخذ بأمر قائلها سبحانه.
* * *
السعد وشعره الروحاني
* * الصديق الشاعر أحمد السعد يملك مفردة جميلة، ومعاني بالغة المضامين سواء عبر شعره الوجداني أو شعره الوطني.
أما إبداعه الأكثر عمقا وتأملاً فهو شعره الآخر الذي بدأ يصبغه بطابع روحي وصفاء إيماني.
من أجمل ما قرأت من شعره الأخير هذه المقطوعة البالغة الصدق، البليغة الإيمان:
«إن ضلَّ دربك لحظة
أو صابك التعب والألم
أو جاءك الخبر اليقين
بأن زائرك الألم
أو تهت في صحراء موبقة
ورجعت تبكي.. من ندم
وعجزت عن تفسير.. ما
يأتيك من تيه الوهم
أقم الصلاة فنورها
سيضيء دربك في الظُلَم.» |
أتطلع إلى أن يصدر «السعد» ديواناً يجمع فيه قصائده الروحانية، فهي الأبقى شعراً، وهي الأوفر إسعاداً لمشاعر الناس وإثراءً لها.
|
|
|
|
|