| العالم اليوم
قبل أيام احتفل الأمريكيون بما يسمى ب «عيد الشكر»، ومن طقوس هذه المناسبة بالإضافة إلى ذبح وطهي الديوك التركية، تقديم هدايا لأطفالهم والتي تدفن مع البيض الملون.
فجْر هذه المناسبة وفي أحد شوارع خان يونس انفجرت قنبلة إسرائيلية زرعها جنود الاحتلال على طريقة الألغام في الطريق الذي يسلكه عادة أطفال المدارس، وفعلاً ما أن سار الأطفال على ذلك الطريق ومرَّ أحدهم فوق القنبلة اللغم انفجرت لتودي بحياة خمسة من الطلبة هم الشقيقان محمد نعيم الأسطل 13 عاماً وشقيقه أكرم نعيم الأسطل سبعة أعوام، والشقيقان عمر إدريس الأسطل 13 عاماً وشقيقه أنيس إدريس الأسطل تسع سنوات وابن عمهم محمد سلطان الأسطل 13 عاماً.
وهكذا ذهب أطفال من عائلة الأسطل شهداء دون أي ذنب ارتكبوه ولم يقوموا بأي شيء حتى رمي الحجر الذي قد يُصنَّف عملاً إرهابياً، لم يفعلوا أي شيء من هذا، كل الذي فعلوه أنهم كانوا متجهين إلى مدرستهم لطلب العلم، العلم الذي يحاربه اليهود ولا يريدون أن ينال منه الفلسطينيون نصيباً مثله مثل الغذاء والعمل المحرومين منه.
الشهداء الأطفال الخمسة صعدت أرواحهم إلى السماء تشكو إلى رب العزة والجلال ظلم الإنسان من زرع القنبلة ومن يغطي عليه.
الشهداء الأطفال الخمسة تركوا شنطهم المدرسية وكتبهم وقراطيسهم التي مزقتها شظايا القنبلة، وقد كان منظراً محزناً التقاط ما تبقى من تلك الشنط والقرطاسية ورجال الأمن الفلسطيني يجمعونها وكاميرا التلفزيون تنقل تلك الصور المحزنة.
لا أعلم أين ذهبت بقايا الحقائب المدرسية للشهداء الخمسة، إلا أن على المسؤولين الفلسطينيين أن يضيفوا إلى تلك الحقائب ما تبقى من كراريس وكتب وإرسالها إلى القنصليات الغربية ليقدموها هدايا لأطفالهم بمناسبة ما يحتفلون به بما يسمى ب«عيد الشكر»... فربما تهزم الحقائب والدفاتر ضمائر أطفال الغرب.. أكثر من ضمائر آبائهم التي لا تزال تغط في نوم عميق.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|