|
| رمضانيات
أفطرت خمسة أيام
* كنت مسافرة في رمضان فأفطرت خمسة أيام، فهل أقضيها؟ وهل عليّ فدية فيها؟
تركية المانع الوجه
من كان على سفر في رمضان فيجوز له أن يفطر، لقوله تعالى «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر» ، فعلى السائلة أن تقضي الأيام الخمسة التي أفطرتها في رمضان وقت سفرها. ولا كفارة عليها في ذلك، إلا أن يؤخر قضاؤها حتى مجيء رمضان الآخر، فيلزمها القضاء، وتلزمها الكفارة عن كل يوم إطعام مسكين. واللّه المستعان.
***********
صيام يوم الشك
* هل يجوز صوم اليوم الذي يشك فيه أنه من رمضان.
هادي محمد جدة
الحمد للّه، لا يخلو الأمر إما أن يحول دون رؤية الهلال ليلة الثلاثين من شعبان غيمٌ أو قتر، أو لا، فإن لم يحل دون رؤيته غيم أو قتر فأصح الأقوال عند أهل العلم وأسعدها بالدليل إلى الصواب: المنع من صومه، لما روى أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي عن صلة بن زفر قال: «كنا عند عمار بن ياسر وأُتي بشاة مصلية ، فقال: كلوا، فتنحى بعض القوم، فقال عمار: من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى اللّه عليه وسلم».
ولأن صيامه ذريعة إلى أن يزاد في رمضان ما ليس منه فجاء النهي عن صيامه سداً لتلك الذريعة، كما حرم صوم يوم العيد رعاية لذلك، وحذرا مما وقع فيه أهل الكتاب في صيامهم، فقد روي أن صيام رمضان كان مكتوباً عليهم فتصرفوا في تغيير وقته إلى زمن معتدل، وقالوا: نزيد عشرة أيام، كفارةً لصنيعهم.
فإن حال دون رؤيته غيم أو قتر، فلأهل العلم في ذلك ثلاثة أقوال:
أحدها: النهي عن صومه حتى يثبت أنه من رمضان، لأن يوم الشك يعتبر من شهر شعبان بحسب الأصل، ولا يكون من رمضان إلا بيقين، ولثبوت النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وكذا النهي عن صوم يوم الشك كما في حديث عمار المتقدم وفيه من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم، وهذا القول هو المشهور في مذهب الإمام مالك والشافعي وهو إحدى الروايات عن الإمام أحمد.
الثاني: وجوب صومه، وقد نسب هذا القول رواية عن الإمام أحمد، وذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه اللّه ، ثم عقب على ذلك بقوله «لكن الثابت عن الإمام أحمد لمن عرف نصوصه وألفاظه أنه كان يستحب صيام يوم الغيم، اتباعاً لعبد اللّه بن عمر وغيره من الصحابة ولم يكن عبد الله بن عمر يوجبه على الناس، بل كان يفعله احتياطاً، وكان الصحابة فيهم من يصوم احتياطاً، ونقل ذلك عن عمر وعلي ومعاوية وأبي هريرة وابن عمر وعائشة وأسماء وغيرهم، ومنهم من كان لا يصومه، مثل كثير من الصحابة ومنهم من كان ينهي عنه كعمار بن ياسر وغيره، فأحمد رضي اللّه عنه كان يصومه احتياطاً.
القول الثالث: جواز صومه وجواز فطره، وهذا القول مبني على جواز الأخذ بالاحتياط مع بقاء الأصل، كمن يتيقن الطهارة ويشك في الحدث، فيجوز له الوضوء إن شاء، وكجواز الإمساك للصائم عن الأكل وعدمه إذا حال بينه وبين الفجر حائل حتى يتيقن طلوعه، ولعل القول باستحباب صيامه إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر أوجه، لما في ذلك من الاحتياط والاقتداء بمن ذكر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ممن كان يصومه، ولكن نظراً إلى أن ولي الأمر قد أناط مسألة إثبات الشهر دخولاً وخروجاً بجهة شرعية فيجب التقيد بما يصدره ولي الأمر في ذلك بناء على قرار هذه الجهة . واللّّه أعلم.
*********
تقبيل الزوجة للصائم
* هل يجوز للصائم تقبيل زوجته؟
إبراهيم العبد العزيز القصيم
لا تخلو حال الصائم من أحد ثلاثة أمور:
أحدها: أن يكون ذا شهوة حادة يغلب على ظنه أنه إذا قبل أمنى أو أمذى، فهذا تحرم في حقه القبلة، لأنها في الغالب مفسدة لصومه بإنزاله.
الثاني: أن يكون ذا شهوة إلا أنه يغلب على ظنه أنه إذا قبل لا ينزل، فهذا تكره في حقه القبلة، لأنه مظنة إفساد صومه، فإن عرف من نفسه أن لا ينزل بالتقبيل فلا بأس بذلك، لما في الصحيحين عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لاربه».
وروى أبو داود بإسناده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: هششت فقبلت وأنا صائم، فقلت : يا رسول اللّه إني فعلت أمراً عظيماً ، قبلت وأنا صائم! قال: «أرأيت لو تمضمضت من إناء وأنت صائم؟» قلت: لا بأس به، قال : «فمه»؟!.
الأمر الثالث: أن يكون ممن لا تتحرك شهوته كالشيخ الكبير، وهذا فيه روايتان عن الإمام أحمد إحداهما : لا يكره له ذلك، لما روى أبو داود بإسناده إلى أبي هريرة رضي اللّه عنه «أن رجلاً سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له، فأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ والذي نهاه شاب».
والخلاصة: أن القبلة تحرم على من يغلب عليه الظن بإنزاله بسببها، وتكره في حق من له شهوة في الجملة، إلا أنه يغلب على ظنه عدم إنزاله بسببها، وتجوز في حق من لا تتحرك شهوته بذلك. وباللّه التوفيق.
**********
الرؤية بالعين المجردة
* رجلٌ رأى الهلال لشهر رمضان بمفرده بالعين المجردة، فهل يصوم بمفرده إذا لم يسمع عن ثبوت الهلال؟
إبراهيم رياض القنفذة
الحمد للّه ، إذا رأى هلال شهر رمضان وتأكد من رؤيته تعين عليه أن يتصل بالمحكمة المختصة ليبلغها ويشهد أمام القاضي برؤيته الهلال، فإن رد القاضي رؤيته ولم يثبت دخول الشهر برؤيته غيره، تعين عليه أن يصوم، لعموم قوله تعالى «فمن شهد منكم الشهر فليصمه» ، ولقوله صلى اللّه عليه وسلم «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته» متفق عليه، وقد كان من هذا السائل رؤية الهلال، فيتعين عليه الصيام، وسواء رأى الهلال بالعين المجردة أو رآه بمنظار أو نظارة فالحكم في ذلك واحد . واللّه أعلم.
إذاعة البرنامج الثاني تقدّم عدداً من البرامج المنوّعة في شهر رمضان
|
|
|
|
|
