| تغطية خاصة
عقدان من الحب والرخاء في عهد الفهد خادم الحرمين الشريفين يضافان إلى العقود الطيبة التي عاشها ويعيشها الشعب السعودي منذ أن وحد الكيان الملك عبدالعزيز يرحمه الله وتوالى تطور الكيان في عهد أبنائه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد ثم يكمل العقد خادم الحرمين الشريفين، إن بلدنا ولله الحمد تتمتع بالامكانيات والطاقات فهي أولاً غنية بتمسكها بعقيدتها وتحكيمها لشرع الله في كل الأمور ثم هي قوية وغنية برجالها المخلصين وبما أنعم الله به عليها من الثروات الطبيعية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ثرواتها الطبيعية. وقد استغلت وسخرت هذه الثروات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل أنحاء البلاد. ان بلادنا تتميز في علاقاتها الخارجية بالحفاظ على روابط الأخوة والمحبة بيننا وبين الأشقاء العرب والمسلمين فبلادنا دائماً تعمل على توحيد الكلمة ووحدة الصف والدفاع عن القضايا الاسلامية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في أرضه وممارسة حقوقه الشرعية. وكانت هذه مقتطفات من أحد أحاديث الفهد. وعندما نريد أن نكتب عن عهد الفهد يجد الكاتب نفسه عاجزاً عن اختيار الموضوع المطروح لأن كل مجال من المجالات شهد تطوراً ملحوظاً وملموساً من قبل الجميع ويصعب على الكاتب أن يصف الإنجاز وما تحقق من الانجازات يفوق التوقعات فلو اخترت ما تحقق في التعليم بحكم ارتباطي بالتعليم فسوف لن أوفي التعليم وما تحقق فيه فارتباط الفهد بالتعليم بدأ مبكراً منذ أن أسندت إليه يحفظه الله وزارة المعارف وحمل كرسي الوزارة كأول وزير للمعارف في أول تشكيل وزاري تعرفه البلاد عام 1373ه كان هذا المنصب الرفيع الذي كأنه لم يحدث إلا لهذا الأمير الشاب الطموح الذي لم يكن من خلال تبوئه لهذا المنصب يعمل ليحقق طموحاً شخصياً ولكن ليحقق طموح وحلم أمة. فبناء الانسان هو القاعدة الأولى لبناء أي وطن ومن هنا أخذ الفهد على عاتقه عهداً بإيصال التعليم إلى كل قرية وهجرة مهما كان بعدها ليكون هناك سباق مع الزمن في افتتاح المدارس والمعاهد والكليات. فنشر التعليم وتحقق لكل مواطن حلم فاق ما كان يحلم به لأن التعليم يمثل الركيزة الأولى في خلق الوعي الوطني ومنح الفرص المتكافئة للجميع للمشاركة في بناء الوطن ولسد العجز والنقص في الكادر التعليمي وقام برحلات عديدة إلى الكثير من الدول الشقيقة للإطلاع إلي ما وصل إليه التعليم في ذلك الوقت والتعاقد مع الكفاءات التعليمية التي شاركتنا في مسيرة التعليم. كما إنه يحفظه الله استطاع بحنكته وصلابته إقناع من كان لديه تردد أو تحفظ على التعليم الحديث فاتجه الجميع إلى العلم والمعرفة وسارت المسيرة المباركة وتحقق حلم الفهد وحلم كل مواطن وكثر عدد الخريجين من المدارس والمعاهد. وأرسلت البعثات الكثيرة إلى خارج الوطن للاعداد لمختلف التخصصات التي كان يحتاجها الوطن وعادت تلك الكفاءات إلى أرض الوطن وقد تسلحت بالعلم ونقلت ما تعلمت من أفكار لا تتعارض مع الدين والعادات والتقاليد إلى التعليم الجامعي بكل تخصصاته فكان ان تحقق الحلم وافتتحت الجامعة الأم جامعة الرياض الملك سعود حالياً 1378 وهي أول جامعة عصرية تعرفها الجزيرة العربية واستقدم لها أفضل الكوادر التعليمية العربية وغيرها في ذلك الوقت وتم وضع أسسها ونظمها ولم تمض سنوات على إنشائها حتى التحقت بها تلك الكوادر الوطنية التي كانت تتلقى تعليمها خارج الوطن لتشارك في قيادة التعليم الجامعي. كان الفهد من خلال عملة بوزارة المعارف وما بعدها حريصاً على العلم والتعليم والالتقاء بالطلبة والمعلمين فكان ان التقى الجميع داخل وخارج الوطن من خلال زياراته الخارجية كان يخصص بعض الوقت للالتقاء بالمبتعثين وحثهم على الحرص والتزود بالعلم لنقله إلى أبناء الوطن. وبالتعليم انتقل المجتمع السعودي من مجتمع مغلق إلى مجتمع له حضوره على المستويين العربي والدولي والمشاركة بفعالية في بناء وطن ظل على هامش التاريخ قروناً طويلة سابق نحو الرقي دولاً بدأت نهضتها مبكراً. وقد أثمر التعليم في خلق المجتمع السعودي المتحضر وأذاب الفوارق الاجتماعية والتعصب القبلي والجهل. إنها معجزة من معجزات الوطن حفظ الله الوطن قيادة وشعباً.
* مدير مكتب جريدة الجزيرة بالسليل
|
|
|
|
|