| متابعة
* موسكو رويترز:
أعطى دور روسيا كمورد أسلحة الى التحالف الشمالي المنتصر في أفغانستان لموسكو فيما يبدو موطىء قدم قويا في هذا البلد المنكوب.
وقال محللون انه رغم ان روسيا والولايات المتحدة في نفس الجانب في وجهات نظرهما بشأن شكل أفغانستان بعد الحرب فإنه يتعين عليهما توجيه علاقتهما بحرص لتجنب حدوث تنافس كبير على السلطة أو توتر في المنطقة.
وفي اطار الاستعدادات لمؤتمر كل الأفغان الذي سيعقد في برلين الأسبوع القادم أعربت روسيا عن تأييدها لوجهة نظر الأمم المتحدة التي ترى ان الادارة الأفغانية الجديدة يجب ان تمثل جميع الجماعات العرقية بما في ذلك البشتون وهم أكبر الجماعات الأفغانية العرقية.
وهي تصر على استبعاد حركة طالبان الحاكمة سابقا التي يغلب عليها البشتون والتي تخوض الآن معركة في آخر خطوطها الدفاعية في اجزاء من أفغانستان.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف وهو يعرب مجددا عن سياسة بلاده ان موسكو تريد «ائتلافا يضم جميع القوميات والشعوب التي تعيش على الأراضي الأفغانية دون أي تمييز مع استثناء واحد هو.. التمييز ضد طالبان».
وكانت روسيا تزود التحالف الشمالي الذي يتزعمه الرئيس المخلوع برهان الدين رباني بالدبابات والبنادق والصواريخ منذ سنوات قبل هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة التي أدت الى الضربات الجوية ضد حركة طالبان في أفغانستان.
والآن مع سيطرة التحالف الشمالي على كابول وعودة رباني نفسه الى العاصمة الأفغانية فقد أثبت ذلك انه اجراء بعيد النظر بطريقة غير عادية في سياسة روسيا التي لها تاريخ طويل في تأييد الجانب الخطأ في أفغانستان.
وعدم مقدرة الاتحاد السوفيتي السابق على العثور على زعيم أفغاني يؤيد موسكو ويمكنه المحافظة على الاستقرار في أفغانستان دفعها الى مغامرة عسكرية مأساوية استمرت عشر سنوات كلفتها أرواح 15 ألف جندي. وقامت حركة طالبان باخراج الرئيس الأسبق نجيب الله آخر الزعماء الأفغان الموالين لموسكو بالقوة من مبنى تابع للأمم المتحدة وإعدامه عندما استولت على كابول في عام 1996 . وفي التصريحات العلنية أكد المسؤولون الروس أنهم سيواصلون تسليح التحالف الشمالي الأمر الذي يدل على تأييد روسيا لتمثيل قوي للتحالف في الحكومة الأفغانية الجديدة.
وقال محللون ان النفوذ الروسي على التحالف ورباني يمكن ان يثبت انه مفيد للمجتمع الدولي.
وقال بوريس ماكارينكو مدير مركز التكنولوجيات السياسية في موسكو «يمكنها روسيا ان تحجم طموحات رباني وان تؤثر عليه حتى لا يحتكر السلطة ويفهم انه يتعين عليه اقتسامها».
وقال محللون ان قدرة موسكو على التأثير على اللعبة السياسية داخل أفغانستان دون التحرك بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقوى أخرى رئيسية قد تكون محدودة.
وليس لدى موسكو ذاتها أوهام تذكر بشأن قدرتها على الاعتماد الى أجل غير مسمى على رصيد التجارب المتراكم في أفغانستان وهو بلد تتغير فيه التحالفات بسرعة.
وقال محللون ان العلاقات مع الولايات المتحدة التي تستخدم قواتها قواعد عسكرية في الفناء الخلفي لروسيا بوسط آسيا يجب مراقبتها بعناية خلال الاشهر المقبلة.
وقال ماكارينكو وهو خبير في الشؤون الأفغانية «يمكننا ان نتوقع توترات وتعاونا بين روسيا والولايات المتحدة في المستقبل. لكن لهذه المسألة أولوية كبيرة للجانبين والتغيير في المناخ العالمي يعني انهما سيتجنبان التنافس والغيرة في المنطقة».
وقال محللون ان المصالح السياسية لروسيا تتمثل في ان ترى قيام حكومة مستقرة وصديقة في أفغانستان وربما محمية للأمم المتحدة تلعب فيها الولايات المتحدة وروسيا دورين رئيسيين.
وقال جريجوري بونداريفسكي مستشار معهد الدراسات الشرقية «لروسيا مصالح أكبر في أفغانستان من أي قوة أخرى وأكثر من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة».
وأضاف «إننا نريد علاقات طبيعية ودية مع أفغانستان مستقرة». وقال ماكارينكو «تحقيق انتصار عسكري في أفغانستان هو الجزء السهل. لكن المحافظة على الهدوء بعد ذلك يمثل تحديا أكبر».
وأضاف «روسيا ليس لها رأي بشأن أي خط سياسي بعينه في أفغانستان. ما تريده بالفعل لأفغانستان هو ان تتوقف عن كونها مصدر إرهاب وأصولية تمتد الى آسيا الوسطى ومنها الى روسيا».
|
|
|
|
|