| القرية الالكترونية
أقبل شهر الرحمة والغفران شهر البركات والانتصارات شهر الرحمات أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال آمين...وحيث اعتدت أن أتحدث في هذا الشهر الفضيل عن توظيف الإنترنت في المؤسسات الخيرية بصفة عامة وفي مجالات الدعوة بصفة خاصة.
أحب في هذا اليوم أن أواصل الحديث عن موضوع مهم يجب علينا النظر فيه، وقد خاطبت الداعية لأنني أعتقد أن الدعوة مسؤولية كل فرد منا وهي رسالة موجهة للجميع وفي هذا اليوم سوف أستعرض بعض المظاهر السيئة التي ظهرت في الآونة الأخيرة في الإنترنت:
1 أولى هذه المظاهر هي ظاهرة المعاكسات عبر غرف الحوار، ذلك أن هذه المعاكسات انتشرت بصورة غير طبيعية بل وصل الأمر إلى قضية السفر خارج البلاد لمقابلة تلك العشيقة أو العكس، ويجب التصدي لهذه الظاهرة بالدخول إلى غرف الحوار والساحات وإرشاد الشباب والشابات وتوجيههم التوجيه الصحيح.. وهذه الشريحة أعمارها من 1830 عاما تقريبا.
2 تبادل الملفات السيئة وهذه الظاهرة انتشرت أيضا بسبب أن مدينة الملك عبدالعزيز مشكورة قامت ولا زالت تقوم بدور ريادي في مجال الحماية، والمتصفح لهذه الملفات يجد أنها تحتوي على الصور الخليعة التي تهدم القيم والأخلاق وغير ذلك، والتصدي لهذه الظاهرة يتم بتنبيه وتوجيه هؤلاء الشباب عن خطر هذه الملفات وأنها تؤدي بالشاب أو الشابة إلى مكان لا ساحل له... وعموما فإن المتبادلين لهذه الملفات لا تتجاوز أعمارهم خمسة عشر عاما.
3 أحد المظاهر التي انتشرت هي قضية استخدام الكمرات في المحاورة بل الأمر وصل إلى أشد من ذلك واللبيب بالإشارة يفهم وهذه الطريقة تعني أن الشاب يمكن أن يرى زميله أو زميلته في أي مكان في العالم ويرى كل شيء في غرفتها وأي شيء خاص بها، ومثل هذا الأمر يجب أن ينبه الشباب إلى أن زميلهم المقابل يمكن أن يقوم بالتقاط صور خاصة بهم ثم يقوم باستخدامها في أماكن سيئة، بل يتم تسريبها وغير ذلك من الأمور التي لا تخفى على عاقل..
4 المظهر الرابع من المظاهر التي تحتم وجود الداعية في الإنترنت هو وقت الفراغ لدى الشباب حيث ان أكثرهم يمضي عشرات الساعات في الحوار والمناقشة بلا هدف ويحتاج إلى من يأخذ بيده إلى استغلال الوقت لاسيما في شهر رمضان المبارك..
5 أما المظهر الأخير والذي يؤذن بكارثة فهي استغلال بعض الحاقدين على ديننا وبلدنا عقول الشباب الطرية وتشويه أفكارهم وآرائهم وتشكيكهم في معتقداتهم بل تسهيل الأمور عليهم، مثال ذلك الخوض في أمور نكاح المتعة وغير ذلك من الأمورالتي يزينها الشيطان لهؤلاء الشباب.
6 أما المظهر السادس فهو الإشاعة الكاذبة التي تحتاج إلى دليل وتحرٍ وتثبت وما أكثرها في الإنترنت.
7 أما المظهر الأخير فهو التصدر للفتوى من قبل أناس لا يعرفون أصول الفقه ولا أصول الفتوى وهذا راجع إلى خلو الساحة من الدعاة و المفتين الذين يوجهون الشباب هناك.
ما أريد أن أقوله ان الإنترنت بحاجة إلى الداعية في هذه الأيام أكثر من ذي قبل لاسيما إذا عرفنا أن أعداد المشتركين في العالم وفي المملكة تزداد يوما بعد يوم وليت وزارة الشؤون الإسلامية فكرت بتخصيص دعاة على الإنترنت يقومون بالتوجيه والوعظ والإرشاد لهؤلاء الشباب والشابات وفي هذا فرصة لتوظيف المرأة كداعية عبر الإنترنت، ولا أنسى أن أشير إلى أن هناك طريقة جيدة لرجال الأعمال وهي تبني داعية عبر الإنترنت.
وأذكر أن أحد رجال الأعمال تبرع براتب داعية مقيم في سيري لانكا لا تسمح ظروفه بالانتقال إلى مكان آخر حيث يقوم الداعية بتصفح المواقع ويكتب عنها وعن توجهاتها كما يدخل لغرف الحوار ويقوم بالدعوة إلى الله ومن خلال معرفتي الشخصية أنه يعتنق الإسلام على يديه على الأقل شخص أو شخصين أسبوعيا فهل فكرنا بهذا فالإنترنت ليس له حدود من حيث المكان والزمان.
أخيرا أذكر لكم قصة أحد الشباب الذي أودى بحياة صديقه في الحب والغرام وقام بمعاكسته لمدة تزيد على شهر وأخيرا اكتشف اللعبة الأمر الذي حدا بهذا الشاب إلى توجيه السيارة إلى زميله عشيقته عبر الإنترنت المزيفة وكانت نهاية الحياة...
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|