|
| مقـالات
وفي رمضان يجب تدريب النفس على كبح جماحها عما تورطت فيه.. وما أوقعت صاحبها فيه.. إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي.. والمسلم يجب أن يدرك أن هذه النفس قد تقوده الى مايفقده الخوف من الله.. وما يوقعه فيما يكره.. وقد تحمله على المحرم فيستمرئ ذلك.. وهذا مايسمى بموافقة الهوى واتباعه.. وقد يحمل الانسان بين جنبيه نفساً منقادة لمن يراقبها.. وهنا تكون مجاهدة الهوى شيئاً يسيراً على المسلم الصادق.. ومن لطف الله بعباده.. أن أوجب عليهم صيام شهر رمضان وجعله من منظومات أعمارهم.. للاغتسال فيه من الذنوب.. ولتزيين النفس فيه من جديد ومحاسبتها.. ولتوطين القلب على الطاعات والاستزادة فيه من النوافل.. والإحساس فيه بالآخرين سواء كانوا من الأقارب او من الضعفاء والمساكين.. لأن ذلك يوجد التآلف والمحبة والتعاطف وهي طباع المسلم الصادق.. وفي رمضان يعوّد الانسان المسلم نفسه على الصبر عن الاشياء التي كان يستهين بها في أيام فطره والتي قد يكون بالغ في الوقوع والولوغ فيها مما يثقل عليه الذنوب، ويوجب العقاب.. ومن لطف الله أن يهيئ لعبده فرصة الاستغفار والإقلاع عن هذه المعاصي والذنوب في شهر كامل حتى تألف النفس القرب من خالقها وتنسى ماكانت تحمل صاحبها عليه من المعاصي والذنوب، وهجر الأقارب والوقوع في أعراض الآخرين.. ومن اللطيف المشاهد والمحسوس في أيامنا الأخيره اهتمام الناس بإطعام الضعفاء و المساكين وذوي الحاجة بنصب الخيام في رمضان في مواقع مختلفة من المدن والقرى والوقوف على الطرقات لإطعام الصوام المتأخرين عن الوصول الى منازلهم.. وهذا يعكس محاسبة النفس لدى الانسان المسلم ويبين عظمة الإسلام في التواد والتعاطف بين الناس.. ومن المحمود أنك قد لا تجد مثل هذه المظاهر في بلدان أخرى كما تجده من البلاد السعودية لأنها منبع هذا الدين العظيم ومهبط الرسالة الحكيمة.. وكل هذا.. فيه الصبر والشكر.. فإن من شكر النعم لمنعمها أن توظف الجهود في خدمة الآخرين ومساعدتهم وفيه كسب للأجر العظيم.. وهذا يوجب الشكر لرب العالمين الذي هيأ لنا شهراً عظيماً نغتسل فيه من الذنوب والمعاصي ونتحلل مما اقترفناه طيلة عام كامل.
|
|
|
|
|
