| رمضانيات
* إعداد/ سعيد آل عيد:
الصلاة عبادة فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده خمسة أوقات في اليوم والليلة لمن بلغ سن التكليف. وفي مثل هذه الأيام تكتظ المساجد بمجموعة من المصلين والبعض من الناس غفل عن أدائها والشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان في أحد مؤلفاته قال عنها: (للصلاة منزلة كبرى بين العبادات بل منزلة كبرى في الإسلام لا تعدلها أية عبادة أخرى، فالصلاة عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} ثم يقول: إن الصلاة رأس الإسلام وعموده وهي صلة بين العبد العارف لعبوديته الناصح لنفسه وبين ربه الذي يربيه ويربي جميع العالمين بنعمه وفضله وهي آية محبة لربه وتقديره لنعمه وشكره لفضله وإحسانه وهي الفارق الحقيقي بين المؤمن والكافر يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
وقد سُئل فضيلة الشيخ صالح بن محمد العثيمين (رحمه الله) سؤالاً جاء فيه: يعيب بعض علماء المسلمين على المسلم الذي يصوم ولا يصلي فما دخل الصلاة في الصيام، فأنا أريد أن أصوم لأدخل مع الداخلين من باب الريان، ومعلوم أن رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، أرجو التوضيح وفقكم الله؟
الجواب: الذين عابوا عليك أن تصوم ولا تصلي على صواب فيما عابوه عليك وذلك لأن الصلاة عمود الإسلام، ولا يقوم الإسلام إلا بها، والتارك لها كافر خارج عن ملة الإسلام، والكافر لا يقبل الله منه صياماً ولا صدقة، ولا حجاً ولا غيرها من الأعمال الصالحة لقول الله تعالى: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون}.
وعلى هذا فإذا كنت تصوم ولا تصلي فإننا نقول لك إن صيامك غير صحيح ولا ينفعك عند الله ولا يقرِّبك إليه وأما ما وهمته من أن رمضان إلى رمضان مكفر لما بينهما فإننا نقول لك: إنك لم تعرف الحديث الوارد في هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر»، فاشترط النبي عليه الصلاة والسلام لتكفير رمضان إلى رمضان أن تجتنب الكبائر وأنت أيها الرجل الذي لا يصلي ويصوم لم تجتنب الكبائر فأي كبيرة أعظم من ترك الصلاة؟ بل إن ترك الصلاة كفر ولا يقبل منك الصيام، فعليك يا أخي أن تتوب إلى ربك وأن تقوم بما فرض الله عليك من صلاتك ثم بعد ذلك تصوم ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن قال: «ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات لكل يوم وليلة» فبدأ بالصلاة ثم الزكاة بعد الشهادتين.
|
|
|
|
|